وجلست إلى جوار التليفون أفكر، وتذكرت كلمات حين كتب لي رقمه، قال: اطلبيني حين تريدين.
إنه يحترم إرادتي، لماذا لا أحترم إرادتي إذن؟
لقد كنت أحترم إرادتي دائما؛ أليست إرادتي هي التي تحكمني وليست إرادة الغير؟ ألم يحاول رجل أن يمتلك حياتي فلم أملكه شيئا لأني لم أكن أريد؟ ألم يحاول رجل أن يعطيني حياته فلم آخذ شيئا لأني لم أكن أريد؟ أليست إرادتي هي التي تحدد عطائي وأخذي؟
وأنا أريد أن أراه الآن، نعم أريد.
ودارت أصابعي الثانية في ثقوب القرص ست دورات، وجاءني رنين عال متواصل، وفجأة انقطع الرنين فانقطع الدم من قلبي، وسمعت صوته العميق يقول: ألو.
لم أفكر في أساليب الدلال، لم ألجأ إلى ما تلجأ إليه النساء من لف ودوران، لم أتظاهر بأنني أسأل عليه لمجرد السؤال، لم أضع البرقع على وجهي وأغمز له من وراء الباب، لم أصطنع السذاجة والغباء.
قلت له في صراحة وصدق: أريد أن أراك. - متى؟ - الآن. - أين؟ - أي مكان ... لا أهمية للمكان. - أين أنت الآن؟ - في بيتي. - سأكون عندك بعد قليل.
تهاويت على المقعد كأنما انسحبت مني الحياة، وتلفت حولي أنظر إلى أثاث بيتي وجدرانه كأنما أنظر إليها لأول مرة.
ودب النشاط والحماس في كياني فجأة.
باقة من الورد، ولبست الفوطة ووقفت في المطبخ، وصنعت كعكة بالبيض واللبن وضعتها في الفرن، وصنعت قالبا من الجيلي وضعته في الثلاجة.
অজানা পৃষ্ঠা