كيف تعيش امرأة وحدها بلا رجل؟ لماذا تخرج؟ لماذا تدخل؟ لماذا تبتسم؟ لما تتنفس؟ لماذا تستنشق الهواء؟ لماذا تتأمل القمر؟ لماذا ترفع رأسها؟ لماذا تفتح عينيها؟ لماذا تدب على الأرض في تشامخ وثقة؟ ألا تخجل؟ ألا تحتمي في رجل؟
هاجمني الأهل والأقارب، وتبارى في قذفي الأصدقاء والأحباء، ووقفت في مهب الرياح أفكر.
منذ طفولتي وأنا أخوض سلسلة من المعارك لا تنتهي، وها أنا ذي الآن إزاء معركة جديدة؛ معركة مع المجتمع، المجتمع الكبير؛ ملايين الناس ومن أمامهم ومن خلفهم ملايين الملايين.
لماذا لا تسير الأمور في الحياة كما ينبغي لها أن تسير؟ لماذا لا يكون هناك إدراك وفهم للحقيقة وعدالة؟ لماذا لا تعترف الأمهات بأن البنت كالولد؟ لماذا لا يعترف الرجل بأن المرأة ند وشريك؟ لماذا لا يعترف المجتمع بحق المرأة في ممارسة الحياة الطبيعية كعقل وجسم؟
لماذا يضيعون عمري في هذه المعارك؟
وضعت رأسي بين يدي وجلست أفكر؛ هل أخوض المعركة مع المجتمع الكبير، أم أخضع له وأنساق وراءه وأحني له رأسي وأغلق على نفسي جدران بيتي وأحتمي في رجل ككل النساء؟
لا، مستحيل! لن أخضع للمجتمع، ولن أنساق وراءه، ولن أحني له رأسي، ولن أحتمي في رجل!
سأخوض المعركة وسأحتمي في نفسي، في ذاتي، في قوتي، في عملي، في نجاحي. •••
تركت كل شيء؛ تركت الأهل والأصدقاء، تركت الرجال والنساء، تركت الطعام والشراب، تركت النوم والأحلام، تركت القمر والنجوم، تركت الهواء والماء، وارتديت معطفي الأبيض وعلقت السماعة في رقبتي ووقفت في عيادتي.
قررت أن أناضل، أن أكافح، أن أعرق وأغرق في عرقي. قررت أن أقف أمام المجتمع على قدمين من حديد. •••
অজানা পৃষ্ঠা