خرج الصراع الذي في أعماقي من نطاق الرجولة والأنوثة إلى الإنسانية جمعاء.
رأيت الإنسان تافها بالرغم من عضلاته وخلايا مخه وتعقيدات شرايينه وأعصابه.
ميكروب صغير لا يرى بالعين يدخل مع الهواء إلى أنفه، فيأكل خلايا رئتيه أكلا!
فيروس مجهول يصيبه من حيث لا يدري، فيجعل خلايا كبده أو طحاله، أو أي شيء آخر، تتكاثر بجنون وتلتهم كل ما حولها التهاما!
قطرة صغيرة لزجة تنتقل من إحدى لوزتيه في الحلق لتصل إلى قلبه فتشل حركته!
نقطة دم واحدة يصيبها التجلط في إحدى خلايا مخه، فيرقد في الفراش بلا حراك!
شكة إبرة رفيعة في أصغر أصبع من أصابعه تفقده السمع والبصر والكلام!
فقاعة صغيرة من الهواء تتسرب إلى دمه صدفة، فيصبح جثة هامدة كجثث الخيول والكلاب تتعفن وتتحلل!
هذا الإنسان المغرور الجبار، الذي لا يكف عن الحركة والضجيج والتفكير والابتكار، هذا الإنسان يحمله على الأرض جسد بينه وبين الفناء شعرة رفيعة جدا، إذا قطعت - ولا بد لها أن تقطع - فما من قوة في العالم تستطيع أن توصلها.
نزل العلم من فوق عرشه، ووقع أمامي صريعا عاريا عاجزا كما وقع الرجل من قبل.
অজানা পৃষ্ঠা