207

মুধাক্কিরাত পিকউইক

مذكرات بكوك

জনগুলি

وقال توم بلهجة أجرأ في النهار مما كانت في الليل، والناس تعاودهم الجرأة في النهار عامة: «كيف أنت أيها العجوز المتصابي؟»

ولكن المقعد ظل جامدا صامتا لا يحير جوابا.

واسترسل توم يقول له: «صباح أنكد.» ولكن المقعد لم يشأ أن ينساق إلى الحديث.

وقال توم: «إلى أي الخزانتين أشرت؟ أظنك لا تبخل علي بهذا على الأقل.»

ولكن المقعد أيها السادة لم ينبس ببنت شفة.

وقال توم وهو يغادر الفراش بحذر بالغ: «لا عناء من فتحها على أية حال.»

ومشى صوب إحدى الخزانتين، فوجد المفتاح في القفل، فأداره وفتح الباب، وإذا هو يجد فعلا سراويل في جوفها، فدس يده في الجيب، فاطلع الخطاب عينه الذي تحدث الشيخ الكبير عنه.

وأنشأ توم يقول، وهو ينظر إلى المقعد، ثم إلى الخزانة، ثم إلى الخطاب، ثم عاد ينظر إلى المقعد: «هذا شيء غريب، غريب كل الغرابة!» ولكنه لم يجد ما يقلل من هذه الغرابة التي أحارته، فخطر له أنه يحسن به أن يرتدي ثيابه، وينهي قصة الرجل الطويل بغير إبطاء، ليخرج من الشقاء الذي هو فيه، وانطلق ينزل السلم، معددا الحجرات التي يجتازها في طريقه، بعين فاحصة متقصية، عين المالك العتيد، متصورا أنه ليس من المستحيل أن تصبح تلك الحجرات وما حوت من رياش ملك يمينه، وما إن بلغ الطبقة الدنيا من الفندق حتى لمح الرجل الطويل واقفا في مكان الشراب الدفيء الصغير، واضعا يديه خلف ظهره، كأنه في بيته الذي لا ينازعه فيه أحد، ولم يكد يرى توم حتى ابتسم له ابتسامة فارغة، ولو رآها مراقب عابر، لظن أنه إنما ابتسمها ليبدي أسنانه البيض، ولكن توم سمارت تصور أن الشعور بالنصر كان يغمر المكان الذي كان يتمثل لخاطر ذلك المارد، وهو يبتسم على تلك الصورة؛ فراح يضحك في وجهه، وينادي ربة الفندق إليه.

قال وهو يغلق باب البهو الصغير على إثر دخولها: «طاب صباحك يا سيدتي.»

وأجابته الأرملة قائلة: «صباح الخير يا سيدي، أي طعام تريده لفطورك يا سيدي؟»

অজানা পৃষ্ঠা