وواصل السيد النحيف حديثه قائلا: «وفي الحقيقة يا مستر بكوك أستميحك المعذرة يا سيدي العزيز، وفي الحقيقة إني ليسعدني أن أتلقى أية مقترحات منك «بصفة ودية» - كما نقول نحن رجال القانون - ولكن لا يخفى عليك بطبيعة الحال مبلغ الخطأ البالغ من تدخلك في تصرفاتي في هذه القضية، بهذا الاقتراح الذي تعرض فيه دفع نصف جنيه، إنه اقتراح من النوع الذي نسميه في اصطلاحنا القانوني «إغراء»، في الحقيقة يا سيدي العزيز، في الحقيقة ...»
وتناول السيد النحيل قدرا «جدليا» من سعوطه، وبدا عليه الجد المتناهي.
وقال المستر بكوك: «إن كل رغبتي يا سيدي هي أن أنهي هذه المسألة المؤلمة في أسرع وقت ممكن.»
وأجاب السيد النحيف: «صح ... صح ... تمام!»
وواصل المستر بكوك حديثه قائلا: «وفي سبيل تحقيق هذا الغرض استعنت بالحجة التي علمتني التجارب أنها الوسيلة التي يغلب على الظن أنها الطريقة الناجحة في كل قضية.»
وقال الرجل النحيل: «حسن جدا ... حسن جدا، فعلا، ولكن كان يصح أن تقترحها علي أنا أولا، إنني واثق يا سيدي العزيز أنك لست تجهل مدى الثقة التي ينبغي أن توضع في أرباب المهنة، وإذا لم يكن بد في هذه النقطة من الاستناد إلى السوابق والأمثال؛ فدعني يا سيدي العزيز أحيلك إلى القضية المشهورة في بارنول و...»
وهنا قاطعه سام، وكان قد لبث يستمع في دهشة خلال هذا الحوار القصير، فقال: «إن مسألة جورج بارنول لا تهم في الموضوع، كل إنسان يعرف أي نوع من القضايا كانت قضيته، وإن كان رأيى الذي لا أتحول عنه، أتفهمني؟ كان رأيي الثابت أن المرأة الشابة كانت تستحق الشنق أكثر منه، ولكن هذه المسألة - على أية حال - غير ذي بال، أنت تريد مني أن أقبل نصف جنيه، حسن جدا، وأنا قبلت، هذا هو ما أقوله، وليس عندي قول أحسن منه.» والتفت إلى المستر بكوك قائلا: «هل يمكنني ياسيدي؟» وهنا ابتسم المستر بكوك وقال: «ثم ننتقل إلى المسألة الأخرى، ماذا بالله تريد مني، كما قال الرجل حين رأى العفريت؟»
وهنا قال المستر واردل: «نريد أن نعرف ...»
وقاطعه السيد النحيف المترقب لكل كلمة: «والآن يا سيدي العزيز، يا سيدي العزيز!»
فهز المستر واردل كتفيه، ولزم الصمت.
অজানা পৃষ্ঠা