وأجاب الغلام البدين: «في هذه اللحظة ذاتها.»
وعاد المستر طبمن يحدجه بنظرة قاسية، فلم يلمح في عينيه غمزة، ولا اختلاجة في معارفه.
وتناول المستر طبمن ذراع العمة العانس، ومشى بها إلى البيت، وفي إثرهما انطلق الغلام البدين.
وهمس لها قائلا: «إنه لا يعرف مما جرى شيئا.»
وقالت العمة العجوز: «وهو كذلك.»
وسمعا صوتا من خلفهما يشبه صوت ضحكة مكبوتة، فالتفت المستر طبمن بسرعة، ولكنه لم يستطع أن يصدق أن هذا الصوت انبعث من ذلك الغلام، فلم تكن تبدو على وجهه بارقة من مرح، أو خالجة ضحك ... ولكن كل وجهه ينم عن اللهفة على الطعام.
وهمس المستر طبمن: «لا بد من أنه كان غارقا في النوم.»
وأجابت العمة العانس: «لا شك عندي مطلقا في ذلك.» وضحكا من أعماقهما.
ولكن المستر طبمن كان مخطئا، فإن الغلام البدين لم يكن كما توهم غارقا في النوم، بل كان يقظان صاحيا، منتبها إلى كل ما جرى.
وانقضى العشاء دون أن يحاول أحد تجاذب أطراف الحديث، فأما السيدة العجوز فقد أوت إلى فراشها، ومضت إيزابيللا واردل تكرس نفسها للمستر ترندل خاصة، بينما خصت العمة العانس المستر طبمن بكل اهتمامها، وبدا على «إملي» الانشغال بشيء بعيد ... لعل أفكارها كانت في إثر سنودجراس الذي لم يعد إلى الآن.
অজানা পৃষ্ঠা