মুদাখিরাত কারাবাজি

সুলায়মান নাজিব d. 1374 AH
36

মুদাখিরাত কারাবাজি

مذكرات عربجي

জনগুলি

حنفي

المذكرة الثالثة عشر

ابتدأ الليل يرخي سدوله على القاهرة، وأنا في طريقي من الجيزة آتيا من سكة الأهرام، ومع من؟ ستعرف بعد قليل، ولعلعت في الفضاء وقتئذ أصوات شاويشية قلم المرور، تلقي الأوامر - ولع فانوس ورا - اليمين مطفي ليه؟ اركن يمينك، وولع النور يا عربجي.

ودخلنا شارع سليمان باشا، وسطعت أنوار الكلوبات، ومررنا على كافيه ريش، وليس بها كرسي لجالس، وبالاختصار كأنما صدر الأمر لجنود الليل من شيطانهم الخفي بابتداء المعركة الليلية بمهمتها وأدواتها.

لقد كنت راجعا من طريق الأهرام - كما قلت لك - بعد فسحة طويلة، ومعي بعربتي «فرد» ولكنه بمقام ألف، سيدة يظهر عليها النبل، كما يتبين من خلف نقابها آية الجمال، معها ولديها طفل وطفلة «فوق روس بعض» ترى وجهها الأبيض من خلف ملاءة وقفاز وشراب وحذاء أسود، كما يتجلى لك البدر بين السحب، أوقفتني أمام محطة المترو، وتأملتها طويلا قبل أن تركب، وأنا أرفع الكبوت.

لقد رفعته في ثلاث دقائق أو أكثر أيها القارئ، يدي ترفعه وعيناي إليها تنظر إلى هذا التركيب الذي لا يمكن أن تخرجه إلا أجزخانة المولى القدير، وبالاختصار كما كعبلتني ولفتت نظري، فإنها جعلت عربتي في سكة الأهرام كمقام أحد الأولياء، يكثر اللف والدوران حواليه للتبرك والمشاهدة.

كم من عربة وكم من سيارة مرت بنا، ثم رجعت فمرت ورقبة من فيها تكاد تنخلع من اللفتات! وأسيادنا الشبان لا يرجعهم حتى وجود الطفلين، ووجودهما يدعو على الأقل إلى غض النظر «لكن من يقرأ ومن يسمع؟» وبما أني لاحظت أن صاحب المقام تقيل، لا يهتم لهذه المناورات، أصبحت أنظر لهؤلاء الممثلين وأضحك عليهم ، وأشعر أن آدابي كعربجي أرقى من آدابهم كأسياد وأصحاب عربات، ولله في خلقه شئون، بل إني عملت أكثر من ذلك، ظللت صامتا كتمثال إبراهيم باشا لا يأبه لمن يمرون به ويدورون حواليه.

وبالاختصار كانت مظاهرة في طريق الهرم، لكنها لا تدخل تحت سلطة قانون التجمهر.

وقصدنا البلد كطابور الكشافة أنا في أوله، وأمرتني أن أقف أمام محطة المترو، ونزلت بكل هدوء وأدب بعد أن دفعت الأجرة القانونية وزيادة، ووقفت تنتظر الترام، وإذا ببقية «التلامة» وقلة «الأدب» التي تبعتنا تظهر على المرسح، فنزل شابان من سيارة، وثلاثة آخرون من عربة.

تقدم أجرؤهم إليها، وهي على رصيف المترو، وبجانبها طفلاها، وأنا واقف من بعيد «كشاهد عيان» وشجع الدنيء على كلامه معها جمالها وسكوتها، فقال لها ما لم أسمعه، ولكني رأيت يدها البضة ترتفع بقوة وتلطمه على خده «المحلوق الناعم المنتوف» وبصوت عال سمعتها تقول: حقيقة عديم التربية - أنت مالكش أم ولا أخوات، أما طاعون - إيه السفالة دي!

অজানা পৃষ্ঠা