মুদাক্কিরাত

হুদা শারাওয়ি d. 1367 AH
121

মুদাক্কিরাত

مذكرات هدى شعراوي

জনগুলি

وقد دارت عجلة الأحداث، وإذا بسعد باشا زغلول يطري موقف نسيم باشا في السودان، ولم يكن هذا موقفي أو موقف لجنة الوفد المركزية للسيدات، ولذلك فقد فوجئت بوجود اسمي ضمن أسماء السيدات اللائي حضرن اجتماع يوم 13 نوفمبر 1923 بنادي سيروس، وقد أدركت القصد من ذكر اسمي، وكان علي أن أواجه هذا الموقف صراحة ولذلك أصدرت البيان التالي:

ذكرت جريدتا الأخبار والبلاغ اسمي ضمن أسماء السيدات اللاتي حضرن اجتماع يوم 13 نوفمبر بنادي سيروس، على أني لم أحضر هذا الاجتماع لأني لم أدع لحضوره، وكنت ظننت أن ذلك حدث سهوا من سكرتارية الوفد، غير أنه باطلاعي على كلمة معالي الرئيس سعد باشا زغلول فهمت معنى عدم دعوتي لحضور الاجتماع، وأدركت القصد من ذكر اسمي بالجريدتين المذكورتين، يعلم الوفد أني مخالفة لنظريته في سياسة نسيم باشا التي كانت هادمة لحقوق البلاد، ولذلك لم يدعني لتلك الحفلة مكتفيا بذكر اسمي بين أسماء الحاضرات، ولما كنت أخشى إذا لزمت الصمت أن يستنتج الشعب المصري الكريم من صمتي، موافقتي على نظرية معالي الرئيس والوفد في أعمال نسيم باشا وتمجيدها لحفلته التي احتجت عليها لجنتنا في حينه، فإني مع احترامي لمعالي الرئيس أرى من واجبي في الظروف الحرجة التي تجتازها البلاد أن أجاهر برأيي ورأي اللجنة، مجددة احتجاجنا على أعمال نسيم باشا وما نتج عنها من تفريط في حقوق البلاد، وأسأل الله أن يرشدنا جميعا إلى الطريق السوي بمنه وكرمه.

هدى شعراوي

وأذكر أن إحدى الصحف قد علقت على هذا البيان فقالت:

إنا لنرى في هذا البيان الموجز معاني كبيرة تدعو إلى التبصر والتفكير. ليس في مصر من أقصاها لأقصاها من ينكر على هدى هانم وطنيتها العالية وإخلاصها الذي لا تشوبه شابة.

وليس في مصر من ينكر ما للسيدة هدى هانم من اليد البيضاء على الوفد المصري نفسه. وليس في مصر من ينكر عليها وعلى أعضاء لجنتها ما أبدين من الغيرة والشهامة على الاحتجاج على التصرفات الصادرة من وزارة نسيم باشا ساعة أحجم الوفد عن الاحتجاج، بل ساعة تقدم الوفد وكتابه مدافعين عن نسيم وعن آثام نسيم.

إذا كان هذا هو تصرف الوفد مع هدى هانم على مكانتها من هذه الأمة، فما بالكم بتصرفه مع من لم يسعدهم الحظ بأن تكون لهم مكانة هدى هانم؟!

لا نريد أن نسترسل اليوم في الكلام على نفسية الوفد، فإننا نفضل أن نترك للأيام وحدها تشريح هذه النفسية وبسطها أمام الناس حتى يروا بأعينهم، ويلمسوا بأيديهم حقيقة هذه النفسية من غير حاجة إلى من يفسر أسرارها أو يشرح غوامضها.

عندئذ يدرك الناس مبلغ ما قاسى ذوو الضمائر من أنصار الوفد، إذ لم يستطيعوا مجاراته في الخير وفي الشر جمعيا، فكان جزاؤهم منه الطرد من حظيرة الوطن والحرمان من رحمة الله.

رسالة سعد باشا

অজানা পৃষ্ঠা