============================================================
لا يحير جوابا، ثم قال : إن رأى الشيخ - أعزه الله - أن يقول فى ذلك؟
فقال المبرد : فإن القول على نحو كذا، فصحح الحواب الأول، وأوهن الاعتراض . فبق الزجاج مبهوتا، ثم قال فى نفسه : قد يجوز أنه كان حافظاهذه المسألة، مستعدا للقول فيها . فسألة مسأله ثانية، ففعل المبرد فيها ما فعله فى المسألة الأولى، حتى والى بين أربع عشرة مسألة ، وهو بجيب عن كل واحدة منها بما يقنع، ثم يفسد الحواب، ثم يعود إلى تصحيح القول الأول: " فلما رآى ذلك الزجاج ، قال لأصحابه : عودوا إلى الشيخ، فلست مفارقا هذا الرجل، ولا بدلى من ملاز منه، والأخذ عنه. فعانبه أصحابه، وقالوا: تأخذ عن جهول، لا تعرف اسمه، وتدع من قد شهر علمه، وانتشرفى الآفاق ذكره؟ فقال لهم : لست أقول بالذكر والخمول، ولكنى أقول بالعلم والنظر، فلزم أبا العباس، وسأله عن حاله ، فأعلمه بر غبته فى النظر. وأنه قد حبس نفسه على ذلك الامايشغله من صناعة الزجاج فى كل خمسة أيام من الشهر، فيتقوت بذلك الشهر كله، ثم أجرى عليه فى الشهر ثلاثين درهما . وأمره أبوالعباس باطراح كتب الكوفيين ، ولم يزل ملازما له، وآخذا عنه ، حتى برع من بين أصحابه، وكان أبو العباس لايقرئ أحدا كتاب سيبويه حى يقرأه على لبراهيم ، ويصحح به كتابه . فكان ذلك أول رياسة أبى اسحاق الزجاج" .
وقال الزجاج : "لما قدم المبرد بغداد جئت لاناظره، وكنت أقرأ على أبى العباس تعلب ، فعزمت على إعناته، فلما فاتحنه ألجمنى
(1) فى تهة الآلباء 9/281 وتاريخ بغداد 3: 9/381 وارشاد الأريب 7: 12/141
পৃষ্ঠা ২২