============================================================
حبيب، فأعرض الناس عن آرائه واتجهوا إلى آراء الربيع.
ولكن المنصفين أدركوا رسوخ قدمه في العلم، فقد أتنى عليه أبو المأرج لحرصه على التدقيق وتقصي الحقائق، فقال بعد ما سمع رأيه من تلهيذه أبي غانم: "أكثر الله فينا مثل ابن عبد العزيز، إنه لطالب العلم لا يريد أن يفوته منه شيء"(1)، وقال عنه حاتم بن منصور: "لا تزال بخير ما دام فينا أبو سعيد، فلا نأت عنا داره ولا أوحشنا الله بفقده)(2).
كان واسع الصدر في تعليمه، وفي المدونة صور رائعة عن تواضع العالم وصبره على إلحاح تلميذه، وقد شهد له أبو غاتم بذلك، إذ يقول: ولم يكن أحد من أصحابنا يمكني من استيعاب المسألة والإدخال فيها مثل ما يمكني ابن عبد العزيز. قال: وكان يعحبه البحث والطلب من المسائل، ويقول: إن الترداد بذلك السؤال فقة، وتخرج لنا من المسألة مسائل كثيرة"(3).
وكان من ابن عبد العزيز آراء عقدية خالف بها جمهور أصحابه فنقموا عليه هو وبعض من شايعه في هذه الآراء يقول القطب اطفيش: ""وخالف الربيع رحمه الله في زمانه في بعض م سائل الفروع، سهل بن صالح، وأبو معروف شعيب بن المعروف الأزدي، وعبد الله بن عبد العزيز، وأبو المؤرج، وحمزة الكوفي، وعطية، وغيلان. وقيل: أحذ هؤلاء الثلاثة بقول أهل القدر، والصحيح ما ذكرته، و كان خلافهم في أيام أبي عبيدة، وكذلك خلاف من قبلهم كان في أيامه، لكن أظهروا التوبة فردهم المسلمون إلى المجالس، ثم أظهروا الخلاف 1) - أبو غانم، للمدونة الكيرى، ج2، باب المفاوضة والمشاركة، ص502.
(2- أبو غانم، المدونة الكبرى، ج3، كتاب الأشربة والحدود، ص166 .
(3) - أبو غانم، المدونة الكبرى، ج3، باب شهادة النساء، ص128.
25
পৃষ্ঠা ২৭