============================================================
وبعذ، فنحسب أننا بهذا العمل قد قدمنا كنزا ثمينا من ترات الاسلام، يضيء للناس أحكام دينهم، حين يصلهم برهم ليعبدوه عن علم وبصرة، سواء في ججال العبادات أم في ميدان المعاملات، فيغدو سعيهم في دروب الحياة؛ قربة لخالق الأرض والسماوات، ويستحيل الكون الرحيب محراب عبادة لعلام الغيوب، يتحقق للناس فيه ما يرجون من فوز وسعادة، وسؤدد وسيادة.
ولا يسعنا بعد ما بذلتا من جهد، وأنفقنا من عمر، إلا أن نسأل الذي يعلم النوايا أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ونضرع إليه وهو الذي لا يظلم الناس مثقال ذرة - أن يجزل به الأجر العظيم، ونستغفره من القصور والتقصير مستشفعين بوعده في كتابه الكريم: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها). فهذه غاية جهدنا، ومنتهى وسعنا، وإياك ندعو ربنا كما علمتنا، فأئمم قصورنا، وتجاوز عن تقصيرنا.
ولئن اطمأننا إلى سعة رحمة رب العالمين، فإن صدورتا مفتحة لنصح امين، يسديه لنا ناقد بصير، يتدارك ما في عملنا من قصور: ومن أراد الخير وكان إليه دليلا، ذكرنا سعيه فضلا وجميلا، ولا ضير في ذلك ولا وجل، فإن الكمال لله عز وجل. ومن ادعى بلوغ الكمال فقد زعم المحال، ومن رامه قضى الأيام يلاحق الأوهام، ويستمطر الحقيقة من جهام الأحلام.
وغاية أولي النهى، رضوان الله بدعا ومنتهى: مصطفى بن صالح باجو مسقط، مساء الأحد !ذي الحجة 1426ه الموافق 1 يناير 2006م.
117
পৃষ্ঠা ১১৯