============================================================
نصيب الأسد من تراث الإسلام، لحاجة المسلمين إلى معرفة الأحكام، انطلاقا من دائرة الفرد، وانتهاء إلى فضاء البشرية جمعاء.
ولا غرو بعد هذا أن نجد الموروث الفقهى أضخم ما أنتجته حضارة اسلام، كما ونوعا، واستيعابا لحياة الفرد والجماعة والدولة؛ في شى علاقاقهم المتشابكة، سواء في حال الوثام والسلام، أم حال الحرب والخصام.
وأخذت مدونات الفقه والأصول مسميات شي، بحست موضوعاقها في الغالب، أو نسبة إلى أصحابها في أحيان كثيرة. فعرفنا موطأ الامام مالك، ورسالة الليث بن سعد، و الرسالة للامام الشافعي، وديوان امام جابر بن زيد، والفقه الأكبر لأبي حنيفة النعمان، وغيرها من آثار علماء الإسلام.
وقد يأخذ الكتاب اسم المدونة، إبقاء على أصل الكلمة، وهو التدوين وحفظ الآثار. مثل المدونة الكبرى لابن القاسم المالكي: ولئن تنامى تدوين كتب الفقه والآتار منذ القرن الثاني الهجري، فإن التاريخ لم يحفظ لنا كل مدوناته الأولى، ولكن رغم ذلك فقد وصلنا منها نصيب غير يسير، يعد نموذجا لغيره، وواقيا بمجمل ما عرف ذلك العضر من آراء اجتهادية، ومناظرات علمية، جرت بين الفقهاء والأئمة الأعلام: ومن تلك المدونات المفقودة ما جمعه الربيع بن صبيح، وسعيد بن ابي عروبة، وجابر بن زيد.
ولا يزال الأمل يراود الباحثين للعثور على ما ضاع من تلك المدونات، ثم هم يبشروننا بين الحين والآخر بالعثور على بعضها فينشرونه لناس، ويضيفون به رافدا لتراثنا الفقهى الثمين.
كما تفاوتت حظوظ المدونات المحفوظة من حيث عناية الناس بها وإقبالهم عليها، فقد نال كتاب الموطا نصيب موفور، واهتم به تلامذة الإمام مالك وأتباعه فبلغ الخافقين، وانتفع به الناس عبر القرون، ولا يزالون.
ك
পৃষ্ঠা ১০