312

النوع الثالث : معرفة امثال العرب ، وأيامهم ومعرفة الوقائع التي جاءت في حوادث خاصة بأقوام ، فان ذلك جرى مجرى الأمثال ايضا .

النوع الرابع : الاطلاع على تأليفات من تقدمه من ارباب هذه الصناعة ، المنظومة والمنثورة ، والتحفظ للكثير منه.

النوع الخامس : معرفة الأحكام السلطانية : الامامة ، والامارة ، والقضاء ، والحسبة ، وغير ذلك.

النوع السادس : حفظ القرآن الكريم والتدرب باستعماله ، وادراجه في مطاوي كلامه.

النوع السابع : حفظ ما يحتاج اليه من الأخبار الواردة عن النبي (ص)، والسلوك بها : مسلك القرآن الكريم في الاستعمال.

النوع الثامن : وهو مختص بالناظم دون الناثر ، وذلك : علم العروض والقوافي الذي يقام به ميزان الشعر .. انتهى.

فظهر من ذلك : ان علم البلاغة لتأليف النثر الفصيح ، والنظم الصحيح ، بمنزلة اصول الفقه للاحكام وادلتها ، فكما لا يمكن فهم الأدلة ، واستنباط الأحكام منها ، بدون اصول الفقه المركبة من امور كثيرة ، كذلك لا يمكن البيان الصريح ، والنثر الفصيح ، والنظم الصحيح ، الا بتهيئة الآلات ، التي يحتاج اليها علم البلاغة .

فاذا : لا تغتر بمن لا يتعب نفسه ، في تحصيل الفضل والكمال ، ويرخى عنانه في ميدان العصبية والجدال ، ولا يدري ما يقول او يقال ، وان زعموه من اولى الفضل والكمال ، الهمج الرعاع والجهال ، وهذا لا يختص باهل هذا الزمان ، فانه جار في جميع الأعصار والأدوار.

পৃষ্ঠা ৩১৪