على الصلوات والصلاة الوسطى » ونحو قوله : «قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال » ونحوهما.
ووجه الاشارة : في انه جل جلاله ، افتتح كلامه المجيد بذكر نعمة تعليم البيان ، فلو كان بعد نعمة الايجاد نعمة أعلى من ذلك التعليم لكانت اجدر بالذكر.
وقد قيل في وجه التناسب بين الآي المذكورة في صدر هذه السورة المشتمل بعضها على خلق الانسان من علق ، اعني ؛ كونه (علقة) وهي بمكان من الخساسة ، وآخر حاله ، وهي صيرورته (عالما ذو بيان فصيح) وذلك كمال الرفعة والجلالة.
فكأنه تعالى قال ؛ كان الانسان في اول حاله في تلك المنزلة الدنية الخسيسة ، ثم صار يفضل نعمتنا الى هذه الدرجة الرفيعة الشريفة النفسية
هذا كله مبني على ما فهمه القوم من ظاهر كلام الشارح. ولكن التحقيق حسب ما يؤدي اليه النظر الدقيق خلاف ما فهموه ، اذ مراده من ذكر التعليلين ؛ (اللف والنشر المشوش) ناظرا الى (علم) وما يتعلق به معنى ، اعني ؛ ما يأتي بعده من قوله : ( ومن في من البيان : بيان لقوله ما لم نعلم).
وبعبارة أوضح ؛ المعلل بالتعليلين ؛ مجموع كلام الماتن.
فالتعليل الاول ؛ راجع الى البيان المتعلق (بعلم) تعليقا معنويا والتعليل الثاني ؛ راجع الى نفس (علم) فتأمل فانه دقيق ، وبالتأمل حقيق.
وانما (قدم) لفظة البيان (عليه) اي ؛ على (مبينه) اعنى ما في (ما لم نعلم) رعاية للسجع وهو مأخوذ من سجع الحمامة ،
পৃষ্ঠা ১৪৪