270

মু'জিজ আহমদ

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

জনগুলি

বাগ্মিতা
المشت: المفرق، من أشت جمعهم، وشت القوم: تفرقوا. وفاعل ما زود ضمير البين وهو السفر، ومعناه زودني البين في سيري، ما زود البين الضب في سيره وما في موضع النصب. قوله: لعب البين بها وبي أي فرق بيننا. وقوله: زودني إلى آخره معناه: لم يزودني البين من حبيبتي شيئًا أتعلل به بعد فراقنا: كالقبلة والعناق، وغير ذلك. إلا التفرق. وخص الضب لأنه يتبلغ بالنسيم، ولا يرد الماء، ولا يشرب بل يكتفي بنسيم الرياح عند العطش، فكأنه قال لم يزودني البين من حبيبتي شيئًا إلا النسيم والتعلل به كما يتعلل الضب به. وقال أبو علي بن فورجة. معناه أن الضب إذا فارق حجره ضل وتحير، لأنه لا يهتدي للرجوع إليه، على ما ضرب به المثل فقيل: أضل من ضب، وأتيه من ضب، وأحير من ضب. فكأنه قال زودني البين في رحيلي حيرة الضب إذا فارق حجره. أي سرت متحيرًا واله العقل. ومن تكن الأسد الضّواري جدوده ... يكن ليله صبحًا ومطعمه غصبا ومن تكن: عنى به نفسه أي من كان شجاعًا كالأسد، لم يثنه الليل عن مرام ولا يحول بينه وبين مراده ظلامه ليل، فهو مثل الصبح يسعى فيه لطلب مآربه، وإذا حاول أمرًا أو طلب مالًا، تناوله غصبًا وقسرًا. ومعناه أن الممدوح أسد ومن كان أسدًا كان جده أسدًا لا محالة، وليس المراد به من كان له أب أو جد شجاع، لأنه قد يكون أبوه شجاعًا وهو جبان. ولست أبالي بعد إدراكي العلا ... أكان تراثًا ما تناولت أم كسبا يقول: إذا نلت الشرف ومعالي الأمور، فلا أبالي بأن يكون ذلك موروثًا، أو مكتسبًا. ومثله: نفس عصام سوّدت عصاما ... وصيّرته ملكًا هماما فربّ غلام علّم المجد نفسه ... كتعليم سيف الدّولة الدّولة الضّربا يقول: رب إنسان علم نفسه المجد من غير أن يعلمه أحد، لأن طبعه وجوهره يحمله عليه، ولأنه إذا نظر في أفعال المجد يحمل نفسه عليها، حتى يبلغ إلى منازلهم، كما أن أهل الدولة إذا نظروا إلى مواقف سيف الدولة في الحروب، وشجاعته فيها تعلموا منه الضرب، واقتدوا به في أفعاله، فكأنه هو الذي علم الدولة الضرب أي أهل الدولة، فحذف أهل. إذا الدّولة استكفت به في ملمّةٍ ... كفاها فكان السّيف والكفّ والقلبا الملمة: المصيبة، والشدة. يعني: إذا نزلت بالدولة ملمة، فاستعانت به. أراد سيف الدولة وهو الخليفة كفى الدولة تلك الحادثة، فكان لها سيفًا وكفًا وقلبًا: لأن السيف لا يعمل إلا بالكف، ولا يضرب به الكف حتى يشيعه القلب، وسيف الدولة يستغني عن ذلك، فهو السيف والقلب والكف، فيكفي الدولة ما ينوبها، ولا يحتاج إلى ناصر ومعين. تهاب سيوف الهند وهي حدائدٌ ... فكيف إذا كانت نزاريّةً عربا؟! الحدائد: جمع حديدة، وهي نصل السيف. يقال: سيف جيد الحديدة، أي جيد النصل. يقول: إذا كانت سيوف الهند يحذر منها ويهاب بأسها، وهي حدائد لا تعمل حتى تجد ضاربًا بها، فسيف الدولة الذي هو عربي يضرب بنفسه رءوس الفرسان، وكذلك قومه، الذين هم من نزار، أولى بأن يخاف منهم، ولهذا قال: إذا كانت نزاريةً عربا. ويرهب نناب اللّيث واللّيث وحده ... فكيف إذا كان اللّيوث له صحبا؟! يقول: إذا كان الليث يتقي نابه، ويخاف افتراسه وهو وحده، فلأن يتقي سيف الدولة وحوله الليوث أولى وأجدر. ويخشى عباب البحر وهو مكانه ... فكيف بمن يغشى البلاد إذا عبّا؟! عباب البحر: تراكم أمواجه. يقال: عب البحر إذا ماج. وقيل: عبابه: صوت أمواجه. ومكانه: نصب على الظرف. يقول: يخاف موج البحر إذا اضطرب، وهو مستقر مكانه، فكيف لا يخاف البحر الذي يملأ البلاد بخيله ورجله؟! عليم بأسرار الدّيانات واللّغى ... له خطراتٌ تفضح النّاس والكتبا اللغى: جمع لغة، والخطرات: جمع خطرة، وأراد به الخواطر يقول: هو عالم بأحوال الناس وديانتهم، ومذاهبهم، واختلاف ألسنتهم، ولغاتهم، وله خواطر يستنبط بها ما ليس في الكتب وما لا يدركه الناس ولا يجري على قلب أحد. فبوركت من غيثٍ كأنّ جلودنا ... به تنبت الدّيباج والوشى والعصبا العصب: ضرب من برود اليمن.

1 / 270