268

মু'জিজ আহমদ

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

জনগুলি

বাগ্মিতা
المصاب: المصيبة. وقوله ثنت أي ثنت النفس المصاب. وأراد بالخبث: الجزع، وبالطيب: الصبر. ومعناه: إذا جزع الكريم عند أول المصيبة، راجع أمره في آخرها، فعاد إلى الصبر، والرضا والتسليم. وقيل: أراد بالخبث: الصبر، لأن النفس تنفر عنه، لما فيه من المشقة، والطيب: عاقبة الصبر، وهو ما يجد الصابر من المدح على صبره والثواب في الآخرة. لأن ذلك يطيب النفس. ومعناه: أن الكريم وإن خبثت نفسه في الابتداء لصبره على المصيبة في الأول قبل وقوعها صعب عليه الصبر عند وقوعها. وللواجد المكروب من زفراته ... سكون عزاءٍ أو سكون لغوب الواجد: الحزين يقول: كل جازع على مصيبة، فآخر أمره السلوة والسكون: إما صبرًا واحتسابًا، وإما تعبًا وملالًا. ومثله لمحمود الوراق: إذا أنت لم تسل اصطبارًا وحسبةً ... سلوت على الأيّام مثل البهائم ومثله لأبي تمام: أتصبر للبلوى عزاءً وحسبةً ... فتؤجر أو تسلو سلوّ البهائم وكم لك جدًّا لم تر العين وجهه ... فلم تجر في آثاره بغروب الغروب: مجاري الدموع في العيون. ونصب جدًا على التمييز، وكم يحتمل الاستفهام، والخبر: فإن كان استفهامًا، كان الواجب نصب جدًا لأنها في الاستفهام تنصب تمييزها، وإن كانت خبرًا، فالاختيار هو النصب ها هنا، لأنك إذا فصلت بينها وبين ما يضاف إليها بفاصل، كان الواجب النصب. يقول: إن ما مضى وغاب عنك، كشيء لم تره، فكما أنك لم تبك على أجدادك الماضين، الذي لم ترهم، فكذلك ينبغي أن تسلو عمن فقدته الآن، لغيبته عن عينك. فدتك نفوس الحاسدين فإنّها ... معذّبة في حضرةٍ ومغيب يقول: نفوس حسادك معذبة بحسد معاليك، حضروا أم غابوا، فجعلهم الله فداك، ووقاك بهم صروف الزمان، ليستريحوا من هذا العذاب الذي ينالهم، وهذا مثل قوله: فإن لهم في سرعة الموت راحةً وفي تعبٍ من يحسد الشّمس نورها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب الضريب هو النظير والشبيه. شبهه بالشمس، وخصاله بنورها وقال: من حسد الشمس على نورها فهو في تعب، لأن نورها لا يزايلها، ومن جهد أن يأتي بنظيرها لم يقدر عليه؛ لأنه لا نظير لها، كذلك أنت لا نظير لك في علو محلك وخصالك الجميلة وخلائقك الحسنة. وقال أيضًا يمدحه. ويذكر بناءه مرعش، وإصابته المطر عند دخوله، ومحاربته الدمستق وهزمه، في سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة. فديناك من ربعٍ وإن زدتنا كربا ... فإنّك كنت الشّرق للشّمس والغربا قوله: فديناك، من ربع: أي فديناك ربعًا ومن زائدة وربعًا: بدل من الكاف في فديناك. خاطب ربع حبيبته فقال: نحن نفديك بأنفسنا، وإن كنت تزيد في غمنا؛ لخلوك من المحبوبة، ثم قال: إنما قد فديناك، لأنك كنت مألف محبوبتي، التي هي كالشمس، فكنت مطلعًا لها حين تخرج وتبرز بروز الشمس من مطلعها الذي هو المشرق، وإذا احتجبت وغابت فيك كنت لها مغربًا، لما جعلها الشمس جعل الربع مطلعًا لها ومغربًا. وكيف عرفنا رسم من لم تدع لنا ... فؤادًا لعرفان الرّسوم ولا لبّا؟! العرفان: مصدر عرفت وتدع: تعود إلى معنى من وأنث على معنى المرأة، ويجوز من يدع ردًا إلى لفظ من. يتعجب من رسم دار المحبوبة التي هي الشمس فيقول: كيف عرفنا رسم دارها، مع أنها لم تدع لنا قلبًا ولا عقلًا؟! نزلنا عن الأكوار نمشي كرامةً ... لمن بان عنه أن نلمّ به ركبا الأكوار: جمع كور، وهو الرحل، وكرامة نصب لأنه مفعول له وركبًا: على الحال: أي نلم به راكبين، وأصله عن أن نلم به، فحذف عن ويجوز أن يكون معناه كراهة أن نلم به، أو ألا نلم به، فحذف والهاء في عنه وبه للربع. يقول: لما أتينا الربع نزلنا عن رواحلنا كرامةً لأهله، ورفعًا لقدره، عن أن نلم به فحذف راكبين. يا ساكن النّوب انهض طالبًا حلبًا ... نهوض معنى لحسم الدّاء ملتمس واخلع حذاءك إن حاذيتها ورعًا ... كفعل موسى كليم الله في القدس ندمّ السّحاب الغرّ في فعلها به ... ونعرض عنها كلّما طلعت عتبا السحاب: بمعنى الجمع، ولذلك وصفها بالغر وهو جمع أغر، ونصب عتبا على أنه مصدر واقع موقع الحال أي عاتبين. وقيل: إنه مفعول له، والعتب: أدنى الغضب.

1 / 268