155

মু'জিজ আহমদ

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

জনগুলি

বাগ্মিতা
يقول: إذا رأيت الجاهل والناقص يذمني، فذلك دليل على فضلي؛ لأنه إنما يذمني لأنه ضدي كما قيل: والجاهلون لأهل العلم أعداء ومثله قول الشاعر: وذو النقص في الدنيا بذي الفضل مولع ومثله قول الطرماح وإني شقيٌّ باللئام ولن ترى ... شقيًا بهم إلا كريم الشمائل من لي بفهم أهيل عصرٍ يدعي ... أن يحسب الهندي فيهم باقل أهيل: تصغير أهل. وباقل: هو المضروب به المثل في العي، وهو من بني مازن، وقيل: من بني قيس بن ثعلبة. يقول: كيف أفهم أهل زمانٍ يدعى عندهم باقل، أن يحسب حساب الهند، وقد كان من عيه ما ضرب به المثل. قال ابن جنى: هذا غير جيد، لأن باقلًا، لم يؤت من الحساب، وإنما أتي من النطق. فلو قال: أن ينظم الأشعار فيهم باقل. أو قال: أن يفحم الخطباء فيهم باقل. لكان أشبه بالقصة. والجواب: أنه أراد إيراد لفظ الحساب للعجز عنه. وأما وحقك فهو غاية مقسمٍ ... للحق أنت وما سواك الباطل المقسم: الحالف. وبالفتح: هو القسم، وهو الأولى. يقول: أحلف بحقك، وهو نهاية القسم، أنك ذو الحق، وما سواك ذو الباطل. وقيل: أراد أنك السيد حقًا، وكل سيد سواك فهو الباطل، ولا حقيقة له. كقوله: كأنك مستقيمٌ في محال الطيب أنت إذا أصابك طيبه ... والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل وروى: إذا اغتسلت الغاسل، تقديره: إذا أصابك الطيب، فأنت طيبة، والماء الغاسل أنت: إذا اغتسلت. يجوز نصبه بفعل مضمر يدل عليه الغاسل: أي تغسل الماء إذا اغتسلت. ثم صار الغاسل بك لامنه ودالًا عليه. ويجوز رفعه فيكون مبتدأ، والغاسل، صفته، وأنت خبره. يقول: إن الطيب إذا أصابك يطيب بك! والماء إذا اغتسلت به، اكتسب منك الطهارة. ما دار في الحنك اللسان وقلبت ... قلمًا بأحسن من ثناك أنامل الثنا: مقصور يستعمل في المدح والذم. والثناء: ممدود، في الحسن خاصة. والنثا: بتقديم النون، روى أيضًا. يقول: ما دار في الفم اللسان، ولا قلبت الأنامل قلما بأحسن من ثناك: أي ما قيل، ولا كتب، أحسن من أخبارك، ومدحك. وقيل: ما أنشد أحدٌ ولا كتب أحسن من شعري في مدحك وثنائي عليك. وقال يمدح أخاه أبا سهل سعيد بن عبد الله الأنطاكي: قد علم البين منا البين أجفانا ... تدمى، وألف في ذا القلب أحزانا تقديره: قد علم البين أجفانًا منا البين، وتدمى الأجفان، وهي حال لها. يقول: قد علم البين بيننا أجفاننا البين فلا تلتقي بكاءً وسهرًا، وتدمى يدل عليها، لأن البكاء وطول السهر يؤديان إلى الإدمان، وكذلك جمع البين في قلبي هذا أحزانًا، فليس فيه سرورًا، كما لا نوم في العين. أملت ساعة ساروا كشف معصمها ... ليلبث الحي دون السير حيرانا المعصم: موضع السوار من اليد. يقول: رجوت وقت سير قومها أن تكشف هي معصمها ليقف قومها متحيرين عند رؤيته؛ لنوره وحسنه ويتعجبوا من ضوئه، فأتمتع أنا بالنظر إليها، والوقوف معها ساعة. ولو بدت لأتاهتهم فحجبها ... صونٌ عقولهم من لحظها صانا أتاهتهم: أي حيرتهم. وصون: رفع؛ لأنه فاعل حجبها. وعقولهم: نصب؛ لأنه مفعول صان، وفاعله: ضمير صون. يقول: لو بدت هذه المرأة بأجمعها؛ لحيرتهم وأذهبت عقولهم؛ فحجبوها صيانة لعقولهم من لحظها. وتقديره: فحجبها صونٌ صان من لحظها. بالواخدات وحاديها وبي قمرٌ ... يظل من وخدها في الخدر حشيانا الواخدات: الإبل السراع. والحشيان: الذي علاه البهر من التعب، وروى: بالخاء من الخشية. يقول: أفدي بالإبل وحاديها وبنفسي قمرًا، صفتها أنها يأخذها. البهر عند إسراع الإبل في السير، لنعومتها. وبالخاء: أنها تخشى عند شدة سيرها من شدة إقلاقها إياه. أراد: أن هذا القمر الكافل بالإبل وحاديها وبنفسي، وأمرنا إليه وسرورنا بوصاله، وحزننا لفراقه، فهو المتصرف فينا كما يشاء. أما الثياب فتعرى من محاسنه ... إذا نضاها ويكسى الحسن عريانا التذكير: للقمر. والتأنيث: للثياب. وعريانًا: نصب على الحال، المعنى: أن الثياب تحسن به، لا أنه يحسن بها، فإذا أخلاها عريت من محاسنه التي اكتسبتها منه. وإذا عري هو من الثياب اكتسى حسنًا أكثر وأزيد من لبسه الثياب.

1 / 155