نُبِّئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمى إِنَّمَا ... بَاتُوا غِضَابًا يَحْرُقُونَ الْأُرَّمَا
وَأَرَمَتْهُمُ السَّنَةُ اسْتَأْصَلَتْهُمْ، وَهِيَ سُنُونَ أَوَارِمُ. وَسِكِّينٌ آرِمٌ قَاطِعٌ. وَأَرَمَ مَا عَلَى الْخِوَانِ أَكَلَهُ كُلَّهُ. وَقَوْلُهُمْ أَرَمَ حَبْلَهُ مِنْ ذَلِكَ، لِأَنَّ الْقُوَى تُجْمَعُ وَتُحْكَمُ فَتْلًا. وَفُلَانَةٌ حَسَنَةُ الْأَرْمِ، أَيْ: حَسَنَةُ فَتْلِ اللَّحْمِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَا فِي فُلَانٍ إِرْمٌ، بِكَسْرِ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، لِأَنَّ السِّنَّ يَأْرِمُ. وَأَرْضٌ مَأْرُومَةٌ أُكِلَ مَا فِيهَا فَلَمْ يُوجَدْ بِهَا أَصْلٌ وَلَا فَرْعٌ. قَالَ:
وَنَأْرِمُ كُلَّ نَابِتَةٍ رِعَاءً
(أَرَنَ) الْهَمْزَةُ وَالرَّاءُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ، أَحَدُهُمَا النَّشَاطُ. وَالْآخَرُ مأْوًى يَأْوِي إِلَيْهِ وَحْشِيٌّ أَوْ غَيْرُهُ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: الْأَرَنُ النَّشَاطُ، أَرِنَ يَأْرَنُ أرَنًا. قَالَ الْأَعْشَى:
تَرَاهُ إِذَا مَا غَدَا صَحْبُهُ ... بِهِ جَانِبَيْهِ كَشَاةِ الْأَرَنْ
وَالْأَصْلُ الثَّانِي قَوْلُ الْقَائِلِ:
وَكَمْ مِنْ إرَانٍ قَدْ سَلَبْتُ مَقِيلَهُ ... إِذَا ضَنَّ بِالْوَحْشِ الْعِتَاقِ مَعَاقِلُهُ