وأَما الْمُثَقَّلُ الحشو فهو بناءٌ واحدٌ، وما سِواهُ فهو شاذٌّ، وهو قولك: عُلَّف وقُبَّر. فأَما خَضَّمٌ فإنه شاذ، وبَقَّمُ معرَّبق، وعَثَّرُ مثل خَضَّم، وقال:
لَيْثٌ بِعَثَّر يصْطادُ الرجال إذا ... ما اللَّيْثُ كذَّب عن أَقرانه صَدَقا
وقال آخر:
لولا الإَلهُ ما سكَّنا خَضَّما ... ولا ظَلِلْنا بالْمَشائِي قُيَّما
فهذا اسمُ ماءٍ، والأَولُ: اسم موضع، وهو من أَبنية الأَفعالِ دون الأَسماءِ.
فهذا في المجرد، والمزيدُ فيه قد يجيءُ مثَقَّل الحَشْوِ، نحو: الحُمَّاض، والشُّقَّارَى، والسُّمَّيْهَي، وأَشباه ذلك.
ويكون فُعَّلٌ جمعَ فاعِل، وهو قياس.
وإذا لحقت الزيادة بعد الفاءِ فكان على فاعَل بفتح العين فهو اسمٌ وهو قليلٌ.
وإن كان بكسر العين فهو من أَسماءِ الفاعِلِين المبنية من فِعْل مجرّد على فَعَل، وربما جاءَ وليسَ له فعل نحو قولِكَ: رجلٌ رامحٌ، ولابنٌ، أي: ذو رُمْح ولَبن.
فإذا كان بالهاءِ فرُّبما جاءَ بمعنى المصْدَر نحو العاقِبَة والعافِيَة. قالَ الله جَلَّ وعزّ: (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ)، وقال: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ باقِيةٍ) .
1 / 84