মুয়াবিয়া ইবনে আবু সুফিয়ান
معاوية بن أبي سفيان
জনগুলি
ودولة تسلم من بيزنطة تسع سنين وهي بغير خليفة متفق عليه لا يبلغ من خطر عدوها أن يحتاج الدفاع عنها إلى قدرة خارقة من ولي الأمر فيها، وقد سلمت من ذلك العدو سنين قبل ذلك بين مقتل عثمان ومقتل علي، ولم يكن بين المقتلين يوم سلام واستقرار من الحجاز إلى الجزيرة إلى الشام إلى مصر، وما يليها من إفريقية الإسلامية.
والثابت المعروف أن الدفاع عن الشام إنما استحصد،
8
وتوطد قبل استقلال معاوية بولايتها في أيام عثمان، وأن الدفاع الأكبر عنها بعد ذلك إنما كان يتولاه من قبل الشرق ولاة الجزيرة، ومن قبل الغرب ولاة مصر وإفريقية، وعندهم الجند والسفن ولهم الصلة الدائمة بالحجاز يسألون الخليفة المدد، فيأمر من يشاء من الولاة أن يمدوهم به، ومنهم معاوية في الشام.
وهذه الفترة في تاريخ الدولة الإسلامية هي التي جعلت لها تلك المهابة التي أيأست بيزنطة من جدوى الهجوم عليها، وصرفتها إلى غير هذه الوجهة من حدودها، مع إدبار القوة وانقسام الأولياء والأعوان، وضياع الثقة بالنصر، بل باستحقاق النصر من الله. •••
وبعد ...
فالمحصل من هذه الحوادث والتمهيدات أن المؤرخ الأمين مسئول أن يحضرها جميعا في حسابه، وإلا كان كلامه عن «قدرة» معاوية كلاما جزافا
9
لا يؤخذ به في تمييز أقدار الرجال وخصائص الطباع، ولا يفيدنا شيئا في التعريف بالوسائل التي مهد بها معاوية لنجاحه، والوسائل التي تمهدت له قبل مولده، وقبل الإسلام.
وتتلخص قدرة معاوية في خلائق مشهورة مترادفة، أشهرها: الدهاء والحلم وعلو الهمة أو الطموح.
অজানা পৃষ্ঠা