মুকাল্লাকাত আশার
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
জনগুলি
خبر هاجسه من الجن
وهاجس الأعشى اسمه مسحل بن أثاثة. روي عن الأعشى أنه قال: خرجت أريد قيس بن معدي كرب بحضرموت فضللت في أوائل أرض اليمن؛ لأني لم أكن سلكت ذلك قبل، فأصابني مطر، فرميت ببصري أطلب مكانا ألجأ إليه، فوقعت عيني على خباء من شعر، فقصدت نحوه، وإذا بشيخ على باب الخباء، فسلمت عليه، فرد السلام، وأدخل ناقتي خباء آخر كان بجانب البيت، فحططت رحلي وجلست، فقال: من أنت؟ وأين تقصد؟ قلت: أنا الأعشى أقصد قيس بن معدي كرب، فقال: حياك الله، أظنك امتدحته بشعر. قلت: نعم. قال: فأنشدنيه. فابتدأت مطلع القصيدة:
رحلت سمية غدوة إجمالها
غضبا عليك فما تقول بدالها
فلما أنشدته هذا المطلع منها، قال: حسبك، أهذه القصيدة لك؟ قلت: نعم. قال: من سمية التي نسبت بها ؟ قلت: لا أعرفها، وإنما هو اسم ألقي في روعي. فنادى: يا سمية اخرجي. وإذا جارية خماسية قد خرجت، فوقفت وقالت: ما تريد يا أبت؟ قال: أنشدي عمك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معدي كرب، ونسبت بك في أولها. فاندفعت تنشد القصيدة حتى أتت على آخرها لم تخرم منها حرفا، فلما أتمتها قال: انصرفي، ثم هل قلت شيئا غير ذلك؟ قلت: نعم، كان بيني وبين ابن عم لي - يقال له يزيد بن مسهر يكنى أبا ثابت - ما يكون بين بني العم فهجاني وهجوته فأفحمته. قال: ماذا قلت فيه؟ قلت: قلت:
ودع هريرة إن الركب مرتحل ... ... ... ...
فلما أنشدته البيت الأول قال: حسبك من هريرة هذه التي نسبت فيها. قلت: لا أعرفها وسبيلها سبيل التي قبلها. فنادى: يا هريرة! فإذا جارية قريبة السن من الأولى خرجت، فقال: أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها أبا ثابت يزيد بن مسهر. فأنشدتها من أولها إلى آخرها لم تخرم منها حرفا، فسقط في يدي، وتحيرت وتغشتني رعدة، فلما رأى ما نزل بي قال: ليفرج روعك أبا بصير، أنا هاجسك مسحل بن أثاثة الذي ألقى على لسانك الشعر. فسكنت نفسي ورجعت إلي، وسكن المطر، فدلني على الطريق، وأراني سمت مقصدي، وقال: لا تعج يمينا ولا شمالا حتى تقع ببلاد قيس.
وروي عن جرير بن عبد الله البجلي الصحابي - رضي الله عنه - أنه قال: سافرت في الجاهلية، فأقبلت ليلة على بعير أريد أن أسقيه، فلما قربته من الماء تأخر، فعقلته ودنوت من الماء، فإذا قوم مشوهون عند الماء فبينا أنا عندهم إذ أتاهم رجل أشد تشويها منهم، فقالوا: هذا شاعر. فقالوا: يا أبا فلان أنشد هذا فإنه ضيف. فأنشد:
ودع هريرة إن الركب مرتحل ... ... ... ...
فوالله ما خرم منها بيتا حتى أتى على آخرها، فقلت: من يقول هذه القصيدة؟ قال: أنا أقولها. قلت: لولا ما تقول لأخبرتك أن أعشى قيس بن ثعلبة أنشدنيها عام أول بنجران. قال: إنك صادق أنا الذي ألقيتها على لسانه وأنا مسحل، ما ضاع شعر شاعر وضعه عند ميمون بن قيس.
অজানা পৃষ্ঠা