وقد تعجل واضعُه قذف ابن عمر بشرب الخمر عند اليهودي، ونسب عمر إلى أنه أحلفه بالله ليقر، وحاشى عمر، لأنه لو رأى أمارة ذلك لصدف عنها فإن ماعزًا لما أقر أعرض عنه رسول الله ﵌، فلما أعاد الإقرار أعرض عنه إلى أن قال له: «أَبِكَ جُنُونٌ» (١).
وقد قال: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (٢)، وقال عمر لرجل أقر بذنب عند رسول الله ﵌: «لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ». (٣).
وكيف يُحَلّفُ عمر ولده بالله: هل زنيت؟ هذا لا يليق بمثله.
وما أقبح ما زينوا كلامه عند كل سوط.
وذلك لا يخفى عن العوام أنه صنعه جاهل سوقي.
وقد ذكر أنه طلب ماء فلم يَسْقِه، وهذا قبيح في الغاية.
وحكوا أن الصحابة قالوا: أخِّر باقى الحد، وأن أمّ الغلام قالت: «أحُجُّ عن كل سوط».وهذا كله يتحاشى الصحابة عن مثله.
ومنام حذيفة أبرد من كل شيء. ثم شبهوا أبا شحمة برسول الله ﵌، ثم قذفوه بالفاحشة».اهـ كلام ابن الجوزي.