248

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

প্রকাশক

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

প্রকাশনার স্থান

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

জনগুলি

طَالِب ﵁.فَلِهَذَا قَالَ أَبُو عُثْمَان لِأَبِي بَكْرَة مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ وَكَانَ أَبُو بَكْرَة ﵁ مِمَّنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ، وَهَجَرَ بِسَبَبِهِ زِيَادًا، وَحَلَفَ أَنْ لَا يُكَلِّمَهُ أَبَدًا.
وَلَعَلَّ أَبَا عُثْمَان لَمْ يَبْلُغْهُ إِنْكَار أَبِي بَكْرَة حِين قَالَ لَهُ هَذَا الْكَلَام، أَوْ يَكُون مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ أَيْ مَا هَذَا الَّذِي جَرَى مِنْ أَخِيك؟ مَا أَقْبَحَهُ وَأَعْظَم عُقُوبَته! فَإِنَّ النَّبِيّ ﵌ حَرَّمَ عَلَى فَاعِله الْجَنَّة» اهـ.
وبذلك يكون زياد هو المدعي، ولذلك هجره أخوه أبو بكرة ﵁.
ويزيد هذا الأمر تأكيدًا ما أورده الحافظ أبو نعيم في ترجمة زياد بن أبيه حيث قال: «زياد بن سمية: ادَّعَى أبا سفيان فنُسب إليه» (١).
وفي حقيقة الأمر فإن مسألة استلحاق معاوية ﵁ زياد هي مسألة اجتهادية ويذهب الكثير من المؤرخين بأن هناك دلائل عديدة تثبت أن أبا سفيان قد باشر سمية - جارية الحارث بن كلدة الثقفي - وكانت من البغايا ذوات الرايات - في الجاهلية، فعلقت منه بزياد، وذكروا أن أبا سفيان اعترف بنفسه بذلك أمام علي بن طالب ﵁ وآخرين بعدما شب زياد ونبغ في عهد عمر بن الخطاب (٢).
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن أبا سفيان كان يقول زياد من نطفته (٣)، فلما كانت خلافة معاوية شهد لزياد بذلك النسب أبو مريم السلولي وهو صحابي كان يعمل في الجاهلية خَمَّارًا بالطائف، وهو الذي جمع بين أبي سفيان وسمية، وكان ذلك أمرًا مألوفًا آنذاك (٤).
ويبدو أن هذا النسب قد شاع أمره حتى لقد شهد بذلك أحد رجال البصرة لزياد قبل استلحاق معاوية ﵁ إياه (٥)، فهي دعوة قديمة إذن ولم تكن كما يزعم الرواة

(١) معرفة الصحابة (٣/ ١٢١٧).
(٢) مروج الذهب (٣/ ١٤ - ١٥)، الدولة الأموية المفترى عليها (ص ١٩٥).
(٣) الفتاوي (٢٠/ ١٤٨).
(٤) الكامل في التاريخ (٢/ ٤٧٠).
(٥) تاريخ الطبري (٦/ ١٣١، ١٣٢).

1 / 266