وعقب هذا الحديث مباشرة أورد مسلم ﵀ الحديث الذي قال فيه رسول الله ﵌ في معاوية: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ».
وهذا من حسن صنيع مسلم ﵀ وجودة ترتيبه لصحيحه، وهو من دقيق فهمه، وحسن استنباطه ﵀.فركب مسلم من الحديث الاول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يُورِد له غير ذلك. قال الحافظ ابن كثير: «فركّب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية» (١).
الحديث الأول: أي حديث «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ» وهذا الحديث: أي حديث «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ».
وفي الحديث تأكيد لصحبة معاوية ﵁ وبأنه من كُتَّاب رسول الله ﵌.
وليس في الحديث ما يثبت أن ابن عباس ﵁ - وقد كان طفلًا آنذاك - قد أخبر معاوية ﵁ بأن رسول الله ﵌ يريده، بل يُفهم من ظاهر الحديث أنه شاهده يأكل فعاد لرسول الله ﵌ ليخبره. فأين الذم هنا كما يزعم المتشدِّقون؟!
(١) البداية والنهاية (٨/ ١١٩ - ١٢٠).