মুহাম্মদ আলীর শাসনামলে মিশরের রাজনৈতিক দিকনির্দেশনা: আধুনিক মিশরের প্রতিষ্ঠাতা

কালি আহমাদ শুক্রি d. 1360 AH
76

মুহাম্মদ আলীর শাসনামলে মিশরের রাজনৈতিক দিকনির্দেশনা: আধুনিক মিশরের প্রতিষ্ঠাতা

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

জনগুলি

43

على أن أمثال هذه النظريات لم يكن لها تأثير قائم أمام الأوروبيين؛ فلقد كان في وسع الباشا أن يزعم بأنه موضع العطف العام بقدر ما كانت أوروبا تعطف على البلجيك أو اليونان، ولكن عباراته الساحرة ولسانه الجذاب لم يكن ليخفي عن الناس هذه الحقيقة، وهي أن الباشا كان يعمل في الواقع لحساب نفسه؛ وذلك لأنه لم يكن يمثل أمة معينة تكافح من أجل حريتها، ثم إن تفوقه على تركيا من الوجهة العسكرية لا يجعله محلا لأي عطف خاص، فإذا كانت له دعوى - إذا صح أن نسميها بهذا الاسم - فمرجعها إلى تفوق النظام وضمانة العدالة واطراد الأحوال في بلاده، وهي أمور ربما استطاع إدخالها في فتوحاته الجديدة كما أدخلها في مصر من قبل، وحتى لو تمكن من ذلك ألم يكن في استطاعة الساسة الغربيين - ما دامت إدارته سوف تكون شرقية حتما - أن يجدوا دائما فرصا عديدة للتجريح والتشكيك ... إذن فالضرورة السياسية كانت الوجهة الوحيدة التي يمكن من ناحيتها بحث الموضوع في كل من باريس ولندن.

واتحدت على الأقل وجهتا النظر الفرنسية والإنجليزية اتحادا تاما، لا على ضرورة إقصاء ذلك النفوذ الروسي الذي ظهر فجأة على ضفاف البوسفور، بل وعلى ضرورة وقف زحف إبراهيم الذي ولد في قلب الباب العالي ذعرا خارجا عن حد المألوف، ومن ثم طلبتا إلى محمد علي الانسحاب من آسيا الصغرى، بل وذهبتا إلى أبعد من ذلك بأن هددتاه في حالة عدم الإذعان بضرب الحصار على الإسكندرية.

44

على أنه بينما كان بالمرستون معارضا كل المعارضة في أي تغيير في مركز الباشا من حيث تبعيته الصورية لتركيا؛ فإن الفرنسيين كانوا على العكس ميالين لمداعبة فكرة الاعتراف به حاكما مستقلا يوما ما على شاكلة الباي في ولايات البربر على أمل التوصل إلى حمله يوما ما على قبول شروط غير مقبولة لديه بدون إبداء كثير من الغضاضة، بل لقد أرسلت مندوبا إلى الإسكندرية وهو خطأ جعل ممثل النمسا يتساءل عن مركز ذلك المندوب وفي أي بلاط يمثل الدولة التي أرسلته، وإذ ذاك اضطر قنصل فرنسا الجنرال إلى التصريح بأنه لا يختلف مركزه عن مركز مندوب موفد بمهمة خاصة.

45

وهكذا بينما كانت الدول الغربية تسعى إلى التحايل على نائب السلطان أو تهديده لحمله على سحب جنوده إذا بالباب العالي يسلم فجأة بمطالب محمد علي إلى حد أنه منحه جزيرة كريت والأربعة ألوية السورية محتفظا فقط بإقليم أطنة. وقد وردت الأنباء بهذا في يوم 16 أبريل، واستقبل رسول السلطان في مصر قنصلي إنجلترا وفرنسا الجنرالين، وما كاد ينتهي رسول السلطان من تبليغ ما يحمله من التعليمات الخاصة بتنازل الباب العالي عن الألوية المذكورة حتى «نهض الباشا وعيناه مغرورقتان بدموع الفرح، ثم خرج عن كل ما له علاقة بالوقار التركي وضحك ضحكة هستيرية.»

46

ولا ريب في أنه اعتقد أن هذا التسليم علامة على أن الباب العالي قد تولاه الضعف، وأنه لا بد من أن يسلم بأطنة أيضا بعد قليل من الزمن، ولكن فرنسا وإنجلترا والنمسا ما فتئت تلح على محمد علي بضرورة التسليم والإذعان ، وأخيرا أعلن على رءوس الأشهاد «أنه على أتم استعداد للعدول عن المطالبة بحكم أطنة، وأن يقطع فوق ذلك عهدا لكافة الدول العظمى بأن يظل إلى الأبد الخادم المطيع للباب العالي، وألا يعكر مزاج مولاه بحال ما بشرط أن يعلن الباب العالي من ناحيته أمام مندوبي الدول بألا يحاول مطلقا أن يسحب الحقوق التي سبق منحها له أي لمحمد علي.»

47

অজানা পৃষ্ঠা