মুহাম্মদ আলীর শাসনামলে মিশরের রাজনৈতিক দিকনির্দেশনা: আধুনিক মিশরের প্রতিষ্ঠাতা
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
জনগুলি
أما أسطول الباشا، فكان شأنه كشأن مصانعه سواء بسواء، أي إنه كان ينقصه الأساس المتين، بمعنى أنه لم يكن في الاستطاعة الاحتفاظ به في حالة الاستعداد إلا إذا سهر منشئه على مراقبته ورعايته بنفسه؛ لأن الأسطول لم يرق في أعين طبقة من طبقات الشعب، ولم يكن له ماض طبيعي أو تقاليد مرعية قديمة، بل كان أبغض إلى الشعب من الجيش ، وقد وقف هذا الأسطول مكتوف اليدين في مياه الإسكندرية طيلة فترة الحرب السورية القصيرة الأجل، وقد حرمه القبطان باشا من فرصة أداء المهمة التي لم ينشأ الأسطول إلا لأدائها.
وما كان الباشا ينتقل إلى عالم الخلود حتى بيعت السفن الصالحة الباقية إلى الباب العالي، وكان ذلك دليلا على فشل التجربة التي حاولها الباشا في إنشاء الأسطول.
أما نشاط الباشا وما بذله من الجهود في إنشاء الجيش وتوسيع نطاق أعماله؛ فقد كان أدنى إلى التوفيق من جهوده البحرية، ولقد سبق لي أن بينت أن محمد علي بعد أن كان جيشه في بداية الأمر عبارة عن خليط من فرق أجنبية من الجنود المأجورين قد تحول تدريجيا إلى جيش عظيم يتبع الجيوش الأوروبية من حيث النظام والاستعداد، وقد تم إنشاؤه على النمط الأوروبي، كما أنه تكون بإدخال نظام القرعة العسكرية في البلاد.
فلم يحل عام 1832م حتى كان الباشا قد تمكن من جمع قوة نظامية كبيرة وكان جيشه وقتذاك مركبا من 20 أورطة من المشاة و10 أورط من السواري، هذا عدا شرذمة صغيرة من الجنود الأتراك غير النظاميين تصحبها قوة أكبر من البدو غير النظاميين أيضا، وقد بلغ مجموع هذه القوة 38 ألف جندي.
وبعد مرور ثلاثة أعوام ازداد عدد هؤلاء الجنود فبلغ في سوريا وحدها 59 ألفا؛ أي إن معدل الزيادة بلغ 50٪
96
ويغلب على الظن أن مجموع ما كان لدى الباشا تحت السلاح بلغ 100 ألف جندي، وكانت هذه الجنود مجهزة في بداية الأمر ببنادق استوردها الباشا من فرنسا وإنجلترا، ولكن لما كانت البنادق المذكورة من نوع رديء فقد أنشأ مصنعا خاصا لصنع البنادق في مصر، وقد حصل الباشا من لندن على 2000 عينة من أمتن وأحدث البنادق، وجرى تدريب الجنود وتمرينهم أولا تحت إشراف ومراقبة ضباط فرنسيين وغيرهم من ضباط القارة الأوروبية مثل الكولونيل سيف، أما الضباط الذين فتحت لهم مدارس خاصة في الجيزة وغيرها من الجهات فكانوا من أسر تركية أو أسر أجنبية،
97
وكان أكثرهم من موالي الباشا، وقد وقع عليهم اختياره نظرا لما لاحظه فيهم من حسن الاستعداد للخدمة العسكرية، أما الجنود (الأنفار) فكانوا جميعا من الأسر المصرية وبينهم بعض السوريين طالما كانت سوريا تحت حكم محمد علي.
ويقول البعض إن ما التجأ إليه الباشا من الوسائل لجمع الأنفار للخدمة العسكرية يعتبر من أسوأ ما ارتكبته إدارته من الأغلاط؛ فلقد أراد الباشا إحصاء عدد السكان، ولكنه اضطر إلى العدول عن ذلك الرأي بسبب المعارضة العامة التي اشترك فيها بعض الموظفين التابعين للباشا،
অজানা পৃষ্ঠা