মুহাম্মদ আলীর শাসনামলে মিশরের রাজনৈতিক দিকনির্দেশনা: আধুনিক মিশরের প্রতিষ্ঠাতা
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
জনগুলি
وحذا المديرون ومأمورو المراكز حذو مشايخ القرى في إرهاق كل من وقعت أيديهم عليه، وليت عدم الأمانة كان النقص الوحيد في أخلاقهم، كلا بل كان عدم الأمانة مقرونا بالجهل المطبق، وقد يحدث أن يكون المتعلم فيها واسع الاطلاع في كتب الفلسفة الإسلامية ملما بدواوين شعراء العرب والفرس، ولكن المدارس وقتئذ كانت تخرج علماء لا رجال أعمال، وكان المدير لا يسترشد في أعماله إلا بما تواضعت عليه التجربة، وهذه التجربة لم تكشف في أغلب الأحايين إلا عن خير الوسائل للسرقة مع استعمال اللباقة والحذر،
12
ثم إن الحاجة التي تقضي الاتفاقات القائمة على عدم الأمانة بين الموظفين بعضهم وبعض، كثيرا ما نجم عنها تغيير هؤلاء الموظفين بغيرهم، ومن ثم كنت تجد المصالح يشغلها رؤساء لا يعرفون من أعمالها وشئونها لا كثيرا ولا قليلا. وبهذه المناسبة كتب المستر بورنج في تقريره يقول: «لم يكن هناك اهتمام ما بكفاءة الفرد واستعداده للقيام بمهام العمل الذي عهد إليه بإنجازه.»
13
ولم تكن لسوء الحظ ندحة من ذلك. وقد شهد بهذه المسألة كامبل، وهو كما تعلم لم يكن شاهدا متعنتا؛ إذ قال: «إن ما يصادفه تجارنا من المسائل المثيرة للغضب مرجعه عدم وجود نظام معين يضاف إليه جهل صغار الموظفين المحليين لسير الأمور أكثر مما يرجع إلى خطأ من جانب محمد علي أو إبراهيم باشا، وعلة هذا كله عدم وجود أشخاص بالكلية قادرين على السير بمختلف الشئون في كافة المصالح المختلفة، وبخاصة في الأماكن والفروع التي تمتد فيها التجارة الأوروبية، يضاف إلى كل هذا أن هناك نقصا طبيعيا ينطوي على الرشوة في كل شيء تركي؛ بحيث لا بد أن يترك للزمن وحده أن يقضي على المساوئ الموجودة في الوقت الحاضر التي لا مفر من وجودها، والتي نعتقد أنها آخذة في التناقض يوما فيوما.»
14
وفي الواقع لم يكن يمكن إدخال أي إصلاح ثابت ما لم ينشأ جيل جديد أكثر تعليما وأدعى إلى الثقة من أبناء الجيل الحاضر.
وسدا لما أوجده المران والتعليم والأخلاق من النقص، لجأ الباشا إلى وسائل الضغط والعقاب والتفتيش، وإنك إذ تقرأ كتبه الدورية، وقد كانت تتضمن وسائل الضغط المذكورة؛ تجد أنها كتب ممتعة لذيذة ومفيدة، وإن كانت تثير الضحك تارة والأسى تارة أخرى؛ لأنها قد تتضمن أحيانا وعيدا مخيفا؛ فمثلا هناك كتاب صادر في سنة 1826م يتضمن شكاية الباشا من أن الموظفين لا يعنون العناية الكافية بتحسين الزراعة، وقد جاء في هذا الكتاب أن الباشا يوشك أن يقوم بنفسه بزيارة الأقاليم وتفتيش أراضيها الزراعية، وقد أنذر كل موظف يرى أثرا للإهمال في منطقته بدفنه حيا في حفرة خاصة.
15
ولكن أمثال هذا الوعيد لم يكن يمكن أن ينظر إليه الإنسان نظرة جدية؛ ذلك لأنه هدد بعد عام من ذلك التاريخ بمعاقبة المهملين في الشئون الزراعية بالعصا أو بالسيف،
অজানা পৃষ্ঠা