মুহাম্মদ আলীর শাসনামলে মিশরের রাজনৈতিক দিকনির্দেশনা: আধুনিক মিশরের প্রতিষ্ঠাতা
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
জনগুলি
ولكن الوزراء العثمانيين، كما كتب بونسيني «رجال أخساء حقراء»؛ فإن خسرو الذي يجري النفاق في عروقه ولا يعرف معنى الشرف والأمانة أرسل إلى مصر سلسلة خطابات أخرى عدا الخطاب الودي الذي أرسله إلى الباشا؛ فقد كتب إلى أربعة من كبار ضباط الأسطول يأمرهم بالقبض على قبطان باشا وإحضاره إلى الآستانة.
وإذ ذاك تقبل محمد علي هذا التحدي من فوره وكتب إلى خسرو يأمره باعتزال منصبه بعد أن أصبح من المستحيل الوثوق به من كبار رجال الدولة ولا من الأمة بصفة عامة،
71
وزاد على ذلك أن أرسل منشورا إلى كافة باشوات الإمبراطورية ناشدهم فيه المساعدة للتخلص من هذا الصدر الأعظم الخسيس الذي لم ينتفع بسلوكه لا العرش ولا الأمة، بل كان سبب كل ما نزل بالدولة من الرزايا والمصائب مدة سنوات طويلة.
72
واستولى الهلع على قلوب الناس في الآستانة وتولاهم الجزع، ورأى خسرو أن المخرج الوحيد لنجاته من الخطر المنتظر هو النزول على إرادة الباشا وتلبية مطالبه بجعل حكم البلاد التي في قبضته وراثيا في ذريته.
وما كاد أن يتم وضع هذا القرار حتى كان وزير النمسا المفوض قد تلقى من ميترنج تعليمات من شأنها أن تغير الموقف ظهرا لقلب، فلقد كان الموقف في نظر وزير النمسا - كما كان في نظر صولت في باريس أو بالمرستون في لندن - ينذر باحتمال تدخل الروسيا بمقتضى معاهدة أونكيار سيكيليس؛ ولذا صدرت التعليمات لممثل النمسا بأن يخاطب ممثل فرنسا وبروسيا وروسيا وبريطانيا العظمى للاشتراك معه في تقديم مذكرة إلى الباب العالي يصارحونه فيها بأن الاتفاق بين الدول الخمس العظمى أضحى مضمونا، وأن الباب العالي يحسن صنعا إذا لم يبت في أمر من الأمور بدون استشارة الدول العظمى، وقد أمضيت المذكرة في نفس اليوم الذي وصلت فيه التعليمات وسلمت إلى خسرو في باكورة اليوم التالي،
73
وكان من شأن هذه المذكرة أن تشجع خسرو على نقض القرار الذي كان قد استقر عليه رأيه. وفي يوم 6 أغسطس أرسلت إلى محمد علي مذكرة السفراء بناء على طلبهم فوجم لقراءتها وكانت ملامحه يبدو عليها القلق الناشئ على هذا التغير الجديد الفجائي. وكان بونسيني شديد الاغتباط بهذا التطور؛ فلقد كان مصابا بنوع من حمى كراهة روسيا؛ ولذلك كنت تراه يشتم رائحة الدسائس الروسية في كل ما يجد من الأمور، فلقد كان شديد الاعتقاد بأن مصر لا تخدم إلا مصالح روسيا. وقد انتقلت منه هذه العدوى إلى بالمرستون، وقد حدث في أوائل سنة 1836م أن محمد علي ارتأى تخفيض الرسوم التجارية المستحقة على البضائع الروسية، ولكنه لم يكن ميالا إلى معاملة البضائع الإنجليزية بالمثل، وقد اعتبر عمله هذا مؤيدا لما كانت تتناقله الألسن بأن هناك تفاهما وثيقا بين الباشا وبين الحكومة الروسية، وأنه يتضمن من الأمور أكثر مما اعترف به أحد الفريقين إلى الوقت الحاضر، وقد أصبح ما يفعله الباشا من الآن فصاعدا يعتبر خطأ بأنه بإيعاز روسيا، ولقد قيل إن هناك معاهدة بينه وبين روسيا وفارس.
وإن روسيا كانت تؤيد وجهة نظره وإن حزبا جديدا قد تألف لإسقاط خسرو بمساعدة روسيا، وعبثا حاول كامبل أن يبين سخف هذا الزعم مستعينا بكل ما كان يخطر له من الخواطر والنظريات.
অজানা পৃষ্ঠা