وقد جمع الدكتور عاطف العراقي في كتابه: «النزعة العقلية عند ابن رشد» مجموعة كبيرة من البحوث العربية المتصلة بحياة ابن رشد في اللغة العربية بخاصة، ويمكن الرجوع إليه.
أما فيما يخص البيئة والإطار التاريخي لحياة ابن رشد، فنشير إلى المصدرين الآتيين:
أشباخ (يوسف)، تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، ترجمة محمد عبد الله عنان، مؤسسة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثانية 1958.
بالنسيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة الدكتور حسين مؤنس ، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1955.
وفي هذين الكتابين توجد مراجع عديدة. (1) كتاب التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (حسب رينان ...
Renan, Averroès ، ص435-437)
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد من أهل قرطبة وقاضي الجماعة بها، يكنى أبا الوليد، روى عن أبيه أبي القاسم استظهر عليه الموطأ حفظا وأخذ يسيرا عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي مروان بن مسرة وأبي بكر بن سمحون وأبي جعفر بن عبد العزيز وأجاز له هو وأبو عبد الله المازري.
وأخذ علم الطب من أبي مروان بن حريول البلنسي وكانت الدراية أغلب عليه من الراوية، درس الفقه والأصول وعلم الكلام وغير ذلك، ولم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا، وكان - على شرفه - أشد الناس تواضعا وأخفضهم جناحا، عني بالعلم من صغره إلى كبره حتى حكي عنه أنه لم يدع النظر ولا القراءة منذ عقل إلا ليلة وفاة أبيه وليلة بنائه على أهله، وأنه سود في ما صنف وقيد وألف وهذب واختصر نحوا من عشرة آلاف ورقة.
ومال إلى علوم الأوائل فكانت له فيها الإمامة دون أهل عصره، وكان يفزع إلى فتواه في الطب كما يفزع إلى فتواه في الفقه مع الحظ الوافر من الإعراب والآداب، حكى عنه أبو القاسم الطيلسان أنه كان يحفظ شعري: حبيب والمتنبي ويكثر التمثل بهما في مجلسه ويورد ذلك أحسن إيراد، وله تصانيف جليلة الفائدة منها: كتاب (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه، أعطى فيها أسباب الخلاف وعلل فوجه فأفاد وأمتع به ولا يعلم في فنه أنفع منه ولا أحسن مساقا، وكتاب الكليات في الطب، ومختصر المستصفى في الأصول، وكتابه بالعربية الذي وسمه بالضروري وغير ذلك.
وولي قضاء قرطبة بعد أبي محمد بن مغيث فحمدت سيرته وتأثلت له عند الملوك وجاهة عظيمة لم يصرفها في ترفيع حال ولا جمع مال، إنما قصرها على مصالح أهل بلده خاصة ومنافع أهل الأندلس عامة، وقد حدث وسمع منه أبو محمد بن حوط الله وأبو الحسن سهل بن مالك وأبو الربيع بن سالم وأبو بكر بن جهور وأبو القاسم بن الطيلسان وغيرهم وامتحن بآخرة من عمره فاعتقله السلطان وأهانه، ثم عاد فيه إلى أجمل رأيه واستدعاه إلى حضرة مراكش فتوفي بها يوم الخميس التاسع من صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة قبل وفاة المنصور الذي نكبه بشهر أو نحوه ودفن بخارجها، ثم سيق إلى قرطبة فدفن بها مع سلفه رحمه الله، وذكر ابن فرقد أنه توفي بحضرة مراكش بعد النكبة الحادثة عليه المشتهرة في شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وغلط ابن عمر فجعل وفاته تاسع صفر ست وتسعين ومولده سنة عشرين وخمسمائة قبل وفاة جده القاضي أبو الوليد بأشهر. (2) سيرة ابن رشد للأنصاري (حسب رينان ...
অজানা পৃষ্ঠা