معاشر العقلاء بمجانبة هؤلاء، والبعد عنهم، والمقت لهم، فإنهم ممقوتون، يمقتهم الله من فوق عرشه لمخالفتهم أمره وارتكابهم نهيه واعلموا أن إيمانهم ليس بطائل، لغلبة النفاق على قلوبهم، أشهد بالله الذي لا إله إلا هو، لو رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، أو أمراء الصحابة، أو أمراء بني أمية، وهم على هذه الحال، قوم مكشفة رؤوسهم، يزبدون ويشخرون، وينقرون الصلاة إذا صلوا، ويهربون من القرآن إذا سمعوه، فإذا دخلوا في السماع طربوا ورقصوا يوما إلى الليل ، معهم اكياس الحيات ، يخرجون للناس اللاذن والزعفران، ويؤاخون النسوان والمردان، ويأكلون الحرام - أي شيء جاءهم أكلوه - لا يقولون: هذا حلال، ولا هذا حرام، همتهم بطونهم، أو مليح أو مليحة، يحتفون عليهم، فهم عبيد بطونهم وفروجهم، يرقصون ويأكلون ويشاهدون وينامون، ويدعون أنهم أهل القطع والوصل والتصرف، وأنهم أولياء الله. كذبوا على الله، وابتدعوا في دين الله ما لم يأذن به الله، أشهد بالله لو رأؤهم على هذه الحال لدعوهم إلى الله، فلو امتنعوا لجاهدوهم بالسيوف، لأنهم ظهروا يشعار محدث مبتدع، مم ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي بعض هذا الوصف كفاية، ومن لم يكفه هذا من الكلام لا ينفعه التطويل، ومصنف هذه الأحرف أعرف الناس بهم، قال: كان أبوه من بعض شيوخهم، وربي بينهم ، ثم أنقذه الله تعالى بكرمه منهم ، إلى طرين الحق والسنة، فهو المحمود المشكور على ذلك.
فصل
معاشر الإخوان !! اجتنبوا هذا الصنف من الناس، فإنهم دجالون كذابون وعليكم بضحبة المشايخ والفقراء أهل الطريق ، الذين يعرفون دين الله ، وطريقة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنهاج أولياء الله، الذين يعرفون تفاصيل الأمر والنهي، ويفهمون عن الله كلامه، ويستمعون إليه في أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وقصصه وأخباره،
পৃষ্ঠা ২৪৬