أظهرهم، وهو معلمهم ومؤدبهم، والوحي من عند الله مع جبريل ينزل عليهم، فهم أفضل الخلق، وسادات الناس، بلغكم معاشر العقلاء أنهم عملوا سماعا قط ? بلغكم أن أبا بكر الصديق، أو عمر بن الخطاب أو عثمان بن عفان أو على بن أبي طالب رقصوا في الطابق ، أو داروا? أم هل بلغكم أن بلالا الحبشي أو غيره غنى بالكف أو الدف ? أم هل بلغكم أنه كان فيهم مولهون مكشوفو الرؤوس لهم شغف ? أم هل بلغكم أنهم كانوا يدورون من قرية إلى قرية بأكياس الحيات، ويتخذون الحوار ? أم هل بلغكم أنه كان لهم الشخرة والنخرة ? يا قوم انتبهوا !! ، يا قوم اعقلوا !! ، يا قوم ارجعوا إلى الله، فإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اتبعتم ، وكذلك التابعين ما اتبعتم ، لأنه قط ما بلغنا أنهم كانوا يعملون من ذلك شيئا بل كان طريقهم طريق الصحابة، وعملهم عملهم، وكذلك تابع التابعين ما اتبعتم ، لأنهم قط ما بلغنا أنهم عملوا هذه الأشياء، فليت شعري لمن اتبعتم ? أم بمن اقتديتم ? لم يظهر بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي آخر بشريعة أخرى، كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، فليت شعري من أين جاءت هذه الشريعة الزائغة ? ومن الذي أظهرها، ودعا الناس إليها فأضلهم بها ? يا شؤم حالنا، يا فضيحتنا مع الله تعالى، إن لم يتب علينا، يا سوء حالنا إن لقينا الله تعالى ونحن مصرون على هذه البدع، يا سواد وجوهنا إن لقينا الله ونحن على هذه الحال.
ومن شرط شيخ الفقراء: ألا يدخل على الأمراء والظلمة، لينال صدقاتهم ومبراتهم، ولا يأكل طعامهم، فإن الجسم إذا نبت من حرام، فالنار أولى به.
وأن يأمر الفقراء بكتمان الحال والوجد، فقد رأيتم من يصرخ في السماع ويرقص ويضطرب كأنه يقول للناس: يا معاشر الناس اعرفوني اعرفوني، فإني ولي الله، وأنا صاحب حال أعطوني أعطوني ، يا صبايا، يا صبيان، أنا رجل صالح، واخوني واخوني،، تقربوا مني حتى أعطيكم حالي، حتى ينالكم مني نصيب !!
পৃষ্ঠা ২৪৪