মিসর: মানুষ, স্থান এবং সময়ের বিন্যাস
مصر: نسيج الناس والمكان والزمان
জনগুলি
أكثر من ذلك أن النوبيين في كوم أمبو فقدوا الاتصال بالنيل الذي كان يواجه كل بيوتهم صباح مساء وكان جزء من نسيج الحضارة والمجتمع والكثير من طقوس الزواج، ووسيلة الانتقال بين النجوع والقرى. كان النيل مياه حرة للجميع يشربون ويرتوون، ويروون الزرع والضرع، آمنين كل الأمان في بيوتهم المتناثرة، قريري العين بما عندهم في خلاء الله وبريته.
في المهجر كانت هناك عدالة في توزيع البيوت الجديدة على الأسر حسب عدد أعضائها: غرفة وغرفتين وثلاث. لكن الأسر في خلال أربعين عاما زاد عددها بزواج الأبناء والبنات. سنة الطبيعة. أين يسكنون والمساحات محدودة بين الأرض الزراعية وحافات الجبل حول حوض كوم أمبو. البيوت نفسها كانت مثار اعتراض لصغرها وعدم وجود الأحواش الواسعة التي اعتادوها في النوبة القديمة والتي كانت مملكة المرأة تمارس فيها حياتها بحرية. وبالرغم من تقبل ما عرض عليهم وبالرغم من تكريم الدولة لهم بتقاضي قيمة رمزية للبيوت، إلا أن المشكلة الحالية هي أين يبنون، وما هي مواردهم المتاحة لكي يبنوا جديدا للأسر الجديدة؟ وباستثناء النوبيين الذين يعملون في الأجهزة الحكومية وبخاصة التعليم وبعض التجارة الريفية الصغيرة فإن مواردهم الزراعية محدودة بأرض ضيقة وعمالة زراعية من أهل الصعيد المجاورين يتقاسمون معهم القليل الذي تغله الحيازات الزراعية الصغيرة والتي تفتت وتقزمت بالمواريث. سنة طبيعة أخرى.
هناك جانب من السكان قد ثبتت أقدامهم في الأرض الجديدة، ولكن البعض يحنون للعودة. والحنين هنا ليس مصدره العاطفة فقط بل الحاجة إلى إعادة التوطين في أرض قريبة من أرض الأجداد تبشر بمستقبل اقتصادي للأجيال الجديدة.
كان عدد النوبيين الذين هاجروا في 1963 نحو خمسين ألفا من المقيمين بصفة دائمة في النوبة القديمة وبإضافة نحو 25 ألفا من المقيمين جزئيا يصبح العدد قريبا من 70 ألفا. وبحكم النمو السكاني المصري لا بد أنهم تضاعفوا مرتين على الأقل. ومهما قلنا عن موارد العمل النوبية القديمة في المدن المصرية فلا شك في أنها بلغت حد التشبع، وانتقل الكثيرون من الأبناء إلى شتى أنواع العمل حسب درجة ونوع تأهيلهم المدرسي والجامعي.
في السبعينيات والثمانينيات كانت هناك دراسات عديدة لإعادة التوطين في نحو عشر قرى حول ضفاف بحيرة النوبة/ناصر تحمل أسماء القرى القديمة مثل كلابشة وجرف حسين والعلاقي وعافية وتوشكى وأبو سمبل. والسائر الآن على الطريق البري من أسوان إلى أبو سمبل يشاهد لافتات على أيسر الطريق تشير إلى طرق ودروب تقود إلى مواقع بعض هذه القرى على مبعدة 40 أو 50كم شرق الطريق - في اتجاه ضفة البحيرة. وهناك محاولات جادة لإحياء بعض هذا المشروع الاستيطاني، لكن أنجحها مشروع قرية السلام بجوار أبو سمبل قرب موقع بلانة وفرقندي القديم. يقال: إن المستصلح في المنطقة بلغ نحو سبعة آلاف فدان.
وفي تجمع قرى بلانة في كوم أمبو ظهرت من الأحاديث والمناقشات رغبة ملحة لعودة بعض الناس إلى هذه الأراضي المستصلحة . ويدحضون فكرة أن النوبي يفهم قليلا في الفلاحة، ويدعمون رفضهم بأن الجمعية الزراعية بقرية دار السلام النوبية القريبة من بلانه/كوم أمبو، قد حازت على المرتبة الأولى في النشاط الزراعي من بين قرى أسوان.
وقد تبلورت الرغبات في موضوعات محددة لو تحققت - جزئيا أو مرحليا - فإنها سوف تعيد للنوبيين الشيء الكثير من الاعتبار ورد الجميل والمستقبل الاقتصادي، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من نسيج مصر، وباعتبار أن تنمية النوبة هو، من البديهي، جزء من مخططات التنمية لجنوب الوادي الذي هو مشروع قومي تتبناه الدولة ولا بد من تحقيقه. وقد اخترت من بين تلك الرغبات موضوعين هامين:
الموضوع الأول:
ويمثل رغبة كثير من النوبيين؛ هو إعادة توطين من يرغب في الأراضي المستصلحة حول أبو سمبل ومناطق أخرى لإقامة نوايات سكنية اقتصادية دائمة على مناسيب أعلى من 185 متر حتى لا تضار في حالات الفيضانات العالية. ويشترك الناس هنا بمجهوداتهم الذاتية مع كل ما تقدمه الدولة من دعم في حالات الاستصلاح الزراعي والتعمير في أرجاء مصر. ولدى وزارة الزراعة لوائح توضح شكل المعونات الابتدائية للمستصلحين، كالمساعدة المبدئية في تجهيز طلمبات الري ومياه الشرب وبعض الثروة الحيوانية وربما توجيه وإرشاد زراعي ... إلخ.
ماذا لو تحققت مثل هذه الرغبة من أجل تعمير شواطئ البحيرة والعودة بذلك إلى المخططات السابقة، بالمساعدة في إنشاء عدة قرى لمن يرغب من النوبيين وبعض أهل الصعيد لحل عدة أزمات أسوانية على رأسها فقر النجوع، سواء كان بين النوبيين أو الجعافرة أو العبابدة أو غيرهم. إذا ركبت القطار أو السيارة من أسوان شمالا ستطل عليك من الشرق تكدسات سكانية في نجوع وقرى تختط لنفسها مواطئ أقدام بين الحجر والرمال، وقد تملك زمامات زراعية متناهية الصغر غرب الطريق في حالات محدودة. هؤلاء جميعا هم جزء من سكان جنوب الوادي يستحقون الرعاية بإعلان النوايا والبدء بها.
অজানা পৃষ্ঠা