নাসির থেকে যুদ্ধ পর্যন্ত মিশর
مصر من ناصر إلى حرب
জনগুলি
ص119:
إنه لأمر عجيب أن يكون السادات قد أكد لهيكل أنه كان مضطرا أن يمثل دور الغاضب حتى يحصل في النهاية على ما يريد.
11
في الواقع أن السادات لم يحصل على شيء نتيجة تصرفه، على الرغم من أن طابع اللقاء إجمالا، بطبيعة الحال، كان مثيرا لاهتمام الجانب السوفييتي. على أن مقولة السادات حول كونه اتخذ موقف الغضب، لافتة للانتباه من زاوية أخرى؛ فالسادات «غضب» (دعنا نقل ذلك) بعد أن تلقى الموافقة على توريد طائرات تو-16! لعله شعر بالفزع بعد أن وجد أن طلبه الذي ظل طوال الوقت يطرحه، والذي كان يبدو بمثابة حجر عثرة (ألقاه هو بنفسه) في طريق علاقته بالاتحاد السوفييتي وقد تحقق؟ أو لعله كان يعول بالمناسبة على أن طلبه سوف يرفض مرة أخرى، وعندئذ انهارت لعبته، عندما رأى أن تسلم هذه الطائرات سوف يلزمه بشيء ما أمام الإتحاد السوفييتي.
ص120:
إن التأكيد الذي أعطاه السادات للأمريكيين في مطلع نوفمبر عام 1970م بأنه سوف «يبعد الروس عن مصر» بعد إنجاز المرحلة الأولى من انسحاب القوات الإسرائيلية الموجودة في سيناء هو، ربما، أكثر الاعترافات أهمية والذي يكشف عن خيانة السادات للاتحاد السوفييتي؛ إذ يجيء هذا التأكيد بعد شهر ونصف فقط على رحيل ناصر والوعود المنمقة التي قطعها السادات على نفسه بالإخلاص للاتحاد السوفييتي واستمرار الصداقة معه. شيء ما آنذاك كان معروفا حول مساعي السعوديين التي كانت موجهة لقطع العلاقات بين الاتحاد السوفييتي ومصر، وتقريب الأخيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، وعن محاولات السعوديين القيام بدور الوسيط المباشر بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية. لكن أحدا لم يكن على الأرجح يتصور أن يكون حجم خيانة السادات بهذا القدر.
ص122:
إن اعتراف هيكل بأنه لو تم قيام اتحاد الجمهوريات العربية (مصر، سوريا، ليبيا)، لما وجد السادات تأييدا له من غالبية الأعضاء سواء في البرلمان الاتحادي أو في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، لهو اعتراف له دلالة كبرى! على أن هيكل لم يذكر الأسباب، وإن كان الأمر واضحا. إنه نهج السادات في التعاون مع الأمريكيين وغياب الهيبة التي ينبغي أن يتحلى بها القائد التقدمي، ولأنه شخصية مخاتلة وغدار.
ص123:
لقد ذاق هيكل هذا الشعور الشخصي بالكراهية تجاه من أطلق عليهم «المتآمرون» (كان هذا الإحساس رد فعل عكسي بدرجة معلومة؛ فالناصريون كانوا ينظرون بقدر من الشك تجاه مغازلة هيكل للأمريكيين ومحاولاته أداء دور المفسر الوحيد لوجهات نظر الراحل ناصر)، وكانت واحدة من التهم التي وجهها هيكل إليهم تتلخص في أنهم ... «كانوا يرددون مبادئ وأقوال عبد الناصر كالعميان»، وأنهم كانوا «يبجلونه دون تفكير». لماذا كان حتما أن يقودهم ذلك إلى «المؤامرة»؛ أمر لا زال غامضا. وحتى إذا افترضنا أن هؤلاء الذين أحاطوا بناصر قبل ذلك، والذين ساروا وراءه «كالعميان» وتآمروا بعد موته لنفس السبب، فإن سؤالا يطرح نفسه: ضد من كان «التآمر» آنئذ. من الواضح أن المؤامرة كانت ضد هؤلاء الذين وقفوا ضد ناصر وأرادوا أن يقضوا على الناصرية! لكن «المؤامرة» كانت ضد السادات. وهل يعني هذا أنها كانت محاولة لمنع الخروج على الناصرية؟
অজানা পৃষ্ঠা