নাসির থেকে যুদ্ধ পর্যন্ত মিশর
مصر من ناصر إلى حرب
জনগুলি
ينهي هيكل هذا الفصل من كتابه على نحو صائب ورائع عندما تحدث عن ناصر منصفا علاقاته مع الزعماء السوفييت، التي اتسمت بالقوة والصراحة. وهي كلمات تأتي على النقيض تماما من الطريقة التي تصرف بها أنور السادات، خليفة ناصر، في علاقاته بالزعماء السوفييت.
الفصل الثالث: السادات يسير عكس الريح
ص115:
يبرر هيكل اتصالاته مع الأمريكيين، وحتي انجذابه نحوهم، بأنها محاولات واعية ل «تحييد» الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن ذلك يمثل ضرورة أساسية للمعركة القادمة مع إسرائيل.
يتحدث هيكل كما لو كان يؤيد «مغازلة» مصر للأمريكيين، وإنما إلى حد معلوم (وهو يعترف بذلك، على سبيل المثال، للسفير السوفييتي). فهل كان من الممكن الاعتماد بهذه الطريقة على «تحييد» الولايات المتحدة الأمريكية؛ أي إلزامها بوقف دعم إسرائيل (ناهيك عن عدم وقوفها أيضا إلى جانب العرب) أو حتى حثها على تخفيض هذا الدعم؟ إن التفكير على هذا النحو والمناداة به كان يعني دخول الكاتب، فضلا عن شعبه نفسه في متاهة.
ما وجه الاختلاف إذن بين وجهات نظر هيكل ووجهات نظر السادات بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ يبدو أن الاختلاف، إذا جاز القول، خلاف في الكم لا في النوع وحسب. لقد ذهب السادات بعيدا للغاية للقاء الولايات المتحدة الأمريكية، كما ابتعد كثيرا للغاية عن الاتحاد السوفييتي. على أية حال، كان هيكل يعول على إمكانية حدوث هذا الوضع، عندما تذهب مصر للقاء الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه كان يرى ضرورة تحسين العلاقات مع الاتحاد السوفييتي، أو ألا تسوء هذه العلاقة على الأقل. كل هذا حساب باطل؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية كان بإمكانها تحسين علاقاتها مع مصر فقط عند تنفيذ الشرط الجازم المطروح مقدما، وهو تقليص علاقات مصر مع الاتحاد السوفييتي. وقد صرح كيسينجر بذلك مباشرة، وبما تميز به من صلف لهيكل وعلى نحو صريح.
يحكي هيكل أن كيسينجر طرح عليه صراحة خلال زيارته الأولى للقاهرة في السادس من نوفمبر 1973م ثلاثة شروط للتدخل الأمريكي في النزاع العربي الإسرائيلي: (1)
لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن تضمن قيام إسرائيل بسحب قواتها من كل الأراضي التي احتلتها في عام 1967م. (2)
يجب ألا يعود الحظر مرة أخرى على تصدير البترول العربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الآخرين. (3)
يجب أن تتخلص مصر من «الوجود » السوفييتي؛ أي أن تقلص بشدة علاقاتها بالاتحاد السوفييتي.
অজানা পৃষ্ঠা