নাসির থেকে যুদ্ধ পর্যন্ত মিশর
مصر من ناصر إلى حرب
জনগুলি
في الحادي عشر من مايو ولدى مقابلتي مع السادات، عندما كان ثمة شعور بأن أمرا ما، كما يقولون، يلوح في الأفق، وبسبب هذا الأمر الوشيك، عدت من جديد لأطرح على الرئيس سؤالي حول من هم أقرب أصدقائه الذين أستطيع أن أتحدث معهم بصراحة وكأني أتحدث مع الرئيس. عاد السادات ليردد على مسامعي أسماء جمعة وفوزي وسامي شرف، على أن هذه المرة سألني لماذا أكرر عليه هذا السؤال. أجبته أنني أريد أن أكون واثقا وحذرا، فضلا عن أن عدد المقربين من السادات، كما بات معروفا، راح يتناقص، فقال لي السادات إنه لا يخشي من شيء.
وبعد يومين، وفي الثالث عشر من مايو، اعتقل السادات جمعة وفوزي وسامي شرف وغيرهم من الناصريين بتهمة الخيانة!
في صيف ذلك العام، التقيت صدفة بالصحفي الشهير محمد حسنين هيكل، الذي كان يبدو أنه لا يخفى عليه سر من أسرار الدولة. وكانت قد سرت معلومات في هذه الفترة تزعم أن سامي شرف أرسل من السجن خطابات إلى السادات ضمنها اعترافات تؤكد على أن الذي حرضه على الرئيس هم محمود رياض وزير الخارجية والسفير السوفييتي وكبير المستشارين العسكريين السوفييت! أعربت عن استيائي لهيكل وأخبرته عن تصرفاتي عشية هذه الأحداث الدراماتيكية. اهتم هيكل بحديثي، واقترح علي أن أستمع لديه إلى شريط مسجل عليه حديث لي مع سامي شرف في التاسع من مايو، وهو اللقاء الأخير لي مع سامي شرف، وكنت قد أعطيته إبان هذا اللقاء صورا فوتوغرافية التقطت له في المؤتمر الرابع والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي عند لقائه بليونيد بريجينيف. ذكرت هيكل بأنني حكيت للسادات عن هذا اللقاء، ولكنني كنت أشك فيما إذا كان هذا اللقاء قد تم تسجيله بالفعل.
تحدث هيكل عن مضمون الحديث الذي دار بيني وبين سامي شرف، وأشار إلى أن الأخير أكد أنه لا يثق في تصرفات الرئيس تجاه الأمريكيين وتجاههم هم أنفسهم، وأن سامي شرف قال: «لم نعد نعرف ما الذي سوف يقدم عليه السادات بعد ساعة أو نصف ساعة.» وقد أكدت لهيكل أن هذا ما قاله سامي شرف بالفعل.
أضاف هيكل قائلا: «وبعد ذلك سألك سامي شرف عما ينبغي عمله مع الرئيس.» وبالفعل كان سامي شرف قد طرح علي هذا السؤال المستفز. أذكر جيدا أنني كنت منتبها تماما. عندئذ سألت هيكل وكلي رغبة أن أتيقن على نحو نهائي إذا كانت حكايته هذه حقيقية من عدمها، وما إذا كانت كل أحاديثي مسجلة على شرائط.
قال هيكل: «قلت له ما يلي: هذا رئيسكم وعليكم الالتفاف حوله وتأييده.»
صحيح. هذا ما قلته بالفعل.
واصل هيكل حديثه قائلا: «عندما استمع السادات إلى هذا المقطع من التسجيل ضرب كفا بكف من الإحباط صائحا: أخ! لقد أفلت السفير وكان على شفا هاوية!»
أدهشني هذا الرد للغاية، فسألت هيكل: «وماذا كان الرئيس يتوقع؟ ما الذي كان يود أن يسمعه؟»
قال هيكل: «لا أعرف. لقد تولد لدي انطباع أنه كان يتوقع أن يستمع منك إلى ما يدعم المتآمرين.»
অজানা পৃষ্ঠা