মিসর খেদিভি ইসমাইল
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
জনগুলি
ولولا تداخل بعض العقلاء، وإلفاتهم نظر الخديو إلى ذلك الخلل - فتلاقاه (إسماعيل) - لنفذ قاسم باشا مرامه وأحل الخراب بجملة بالمعاهد العلمية.
6
ومثال ذلك أيضا، ما كان يتبع، عادة، في أمر الأذكياء والبلداء من طلبة المدارس الأولية: فإنهم كانوا يرسلون الأذكياء إلى المدارس المدنية العالية، ويرسلون البلداء إلى المدارس الحربية، فيتخرج الأذكياء من مدارسهم المدنية، وأعلى مرتب شهري يمكن أحدهم الطمع فيها، عشرة جنيهات مصرية، بينما البلداء يتخرجون من المدارس العسكرية، ضباطا؛ أقل مرتب شهري، يربط للواحد منهم، أعلى من أقصى مرتب يطمع فيه الذكي الملكي؛ فتثبط بذلك همة كل ذكي، ويصبح مرتاحا إلى التظاهر بالبلادة والغباوة، حرصا على سعادته المستقبلة، وتمثلا بقول ابن الراوندي:
رزق التيوس يجيئها بسهولة
وذوو الفصاحة رزقهم مسجون
إن كان حرماني لأجل فصاحتي
فامنن علي من التيوس أكون
ومثال ذلك، أخيرا، ما كان يعمل سنويا، في إلحاق الطلبة بهذه المدرسة العالية أو تلك؛ فإنهم كانوا يجمعون المتخرجين من المدارس التجهيزية ويقسمونهم إلى عدة مجاميع، يوزعونها بطريقة الاقتراع، على مدرسة الطب، والمدارس المجتمعة في سراي الأمير مصطفى فاضل؛ ثم يعودون فيدخلون مدرسة الطب، بطريق الاقتراع أيضا، ثلاثة أرباع المجموع الذي يكون قد أصابها، ويدخلون الربع الباقي في مدرسة الصيدلة؛ ثم يعملون العملية عينها فيما يختص بمدرسة المهندسخانة، ومدرسة الحقوق، ومدرسة اللغات، وهلم جرا، بدون مبالاة بما ينجم عن ذلك من إجحاف بميول التلامذة، وقهر للكفاءات على الانتشار في ميادين غير التي خلقت من أجلها.
ودام مبدأ الاقتراع هذا بمضاره معمولا به حتى سنة 1876؛ إذ ألغاه رياض باشا وزير المعارف في ذلك العام، وصاحب الأيادي البيضاء على التعليم الابتدائي، بما بذله من مجهودات في سبيل تحسين حال الكتاتيب، وترقية معلومات الفقهاء.
وهكذا كانت المجانية - التي كثيرا ما حبذها في الأيام السالفة قصيرو النظر من الأميين وغيرهم ، وما زال يحبذها بعض الكتاب الاجتماعيين لغاية أيامنا هذه - أعظم مانع لانتشار المعارف والتعليم بمصر في ذلك العصر!
অজানা পৃষ্ঠা