মিসর ফি থুলথাই ক্বার্ন
مصر في ثلثي قرن
জনগুলি
أي شيء أرسلته السماء على مصر حتى أصيبت في العلم، في روح الحياة، في سر البقاء، في مطلع النور، فضربت عليها ضرائب التعليم، وقضي على المجانية في مدارسها، هل هكذا بطش السياسة؟ تكون نسبة المجانية سنة 1879: 95 في المئة، ثم تكون نسبة الذين يؤدون أجور التعليم سنة 1900: 98 في المئة؟ أكانت مصر غنية فافتقرت؟ أم كانت سفيهة السياسة فرشدت؟
ألغيت البعوث العلمية، فلا أحد يذهب إلى أوربا في ظل الحكومة المصرية يتلقى الفن والعلم، اللهم إلا بضعة أفراد عادت وزارة المعارف فجعلت ترسلهم إلى إنكلترا فقط، وقد وصف ذلك المسيو لامبير آخر ناظر فرنسوي لمدرسة الحقوق المصرية فقال: «إن أمر الإرسالية مدهش؛ فقد كانت قبل أن يتولى الإنكليز مقاليد المعارف في مصر موزعة في أوربا، ولكنهم قصروها الآن على إنكلترا، ويا ليت أنهم اختاروا المدارس الراقية التي تخرج للمصريين رجالا نافعين يماثلون الإنكليز المتعلمين! فإنهم اختاروا مدارس كمدرسة بوردو في آيل وورث على مقربة من لندن وهي مدرسة تخرج طلبة في كفاءة حاملي شهادة البكالوريا المصرية».
وليس المسيو لامبير وحده صاحب هذا الرأي، فهناك كثيرون غيره من الإنكليز المنصفين يشاطرونه ما يرى، بل لا يقال إن ذلك رأي نظري فإنه الواقع الذي لا ينكره أحد.
انظروا، أين المدارس التي أنشأها محمد علي؟ أين المدارس العالية لا في القاهرة وحدها، بل في مدن القطر من أسوان حيث كانت المدرسة العالية المعروفة باسمها إلى الإسكندرية؟ إنها أطلال تجيب من بكاها وتنعي من بناها، ذلك ماض له شمس تشرق في نفوس المنصفين فلا يملكون إلا أن يقولوا الحق، في نور هذه الشمس شهد هتزرزنر في كتابه «مصر في عهد الاحتلال الإنكليزي» فقال: «ألغيت 22 مدرسة تجهيزية من مدارس الحكومة سنة 1883 وثلاث مدارس فنية ومدرسة المعلمين ومدرسة المساحة».
وإنا لنجد أمامنا فيضا عظيما من تلك الشهادات ومن الأقوال الرسمية نفسها لا نريد أن نطيل به، ولكنا لا نكتم فضل الأمة فيما نشب من معارك التعليم بينها وبين سياسته.
وقد كانت الأمة دائما ظافرة، أليس ذلك لأنها تأبى أن تضل سبيل الحياة؟
إن الفشل في تجربة ثلث قرن لا يدل على خير منتظر، فإن كان الفشل عن عجز فليس وراء العجز في ثلث قرن مطلب للقدرة، وإن كان عن قصد فلا يتحول الإنسان عن قصده المطلوب، إن المصلحتين متناقضتان، والسبيلين متعاكستان، والحق في جانب واحد هو جانب الأمة، ولا يرجع صاحب الحق عن حقه، ولا عهد للناس بحق يضيع ووراءه مطالب؛ فإن ضاع كان شذوذا في سنة الاجتماع!
الفصل الثاني عشر
الرأي العام
«أما الجنس الذي هو أهل للعمل فسيحيا حتما؛ فإن كل أمة عاملة سينقذها العمل منقذ كل عامل»
অজানা পৃষ্ঠা