و«شهاب الدين القليوبي» توفي سنة 1069م، له كتاب «المصابيح السنية في طب البرية»، منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية، و«تذكرة في الطب» فيها أيضا، وله كتب في مواضيع طبية وغيرها يزيد عددها على بضعة عشر مؤلفا. أكثرها موجود في المكتبة الخديوية خطا، وبعضها مطبوع، منها كتاب «نوادر القليوبي» طبع مرارا، وكذلك «تحفة الراغب» وغيره.
ومن العلماء الأعلام في كل فن وعلم «مرعي بن يوسف بن أبي بكر الكرمي زين الدين المقدسي» المعروف «بالشيخ مرعي». ولد في طول الكرم قرب نابلس، وتلقى العلم في القدس وفي القاهرة. استقر بالقاهرة أستاذا للفقه على مذهب الحنابلة في جامع «ابن طولون» حتى توفي سنة 1033ه. وله مؤلفات عديدة، بقي منها 21 كتابا بعضها طبع وانتشر، والبعض الآخر لا يزال خطا في المكاتب الشهيرة. فما طبع من كتبه كتاب «بديع الإنشاء والصفات في المكاتبات والمراسلات» طبع مرارا في الآستانة وبولاق والقاهرة. وما لم يطبع كتاب «قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن »، منه نسخ خطية في مكتبة برلين، وكتاب «الكلمات البينات» منه نسخة خطية بالمكتبة الخديوية، وغيرها كثير لا محل له.
تلك خلاصة تراجم العلماء والأدباء والشعراء وأمثلة من مؤلفاتهم في الدور الأول في العصر العثماني بمصر على قدر ما يسمح به المقام، فلنعد سياق التاريخ السياسي من الدور الثاني، فما بعده.
الدور الثاني من سيادة الدولة العثمانية على مصر
(من سنة 1115-1117ه ومن 1703-1763م) (1) انتقال النفوذ إلى المماليك
استغرق هذا الدور 62 سنة تولى في أثنائها على العرش العثماني أربعة سلاطين، ويمتاز عن الدور السابق أن النفوذ فيه تحول من الجند والباشا إلى البكوات المماليك، وقبل التقدم إلى ذكر أخبار هذا الدور نمهد الكلام في المماليك وسيادتهم.
قد علمت من النظام الذي وضعه السلطان سليم عند فتح مصر أنه جعل للأمراء الذين بقوا من دولة المماليك عميلا يكون وسيلة للموازنة بين سلطة الباشا وقوة الجند لأن أولئك الأمراء كانوا أعداء لكلا الفريقين. فجعلهم حكاما على الأقاليم، وهي 12 إقليما أو سنجقية (مديرية) يتولى كلا منها أمير من المماليك بلقب بك؛ ولذلك عرف الأمراء المماليك أيضا بالبكوات المصرلية. ومنهم أمير يتولى حكومة القاهرة كانوا يسمونه: «شيخ البلد». ومشيخة البلد منصب ضعيف في حد ذاته، لكن الأحوال جعلته أهم مناصب مصر. وكان الأمراء المماليك كعادتهم في أيام سلطنتهم يتوقون بالاستكثار من المماليك بالشراء. ومنهم تتألف الأحزاب وينسب الحزب صاحبه أو زعيمه، فيقولون مثلا: المماليك القاسمية نسبة إلى: «قاسم بك» والرضوانية إلى رضوان بك كما سترى.
وكانوا في أول سلطنة العثمانيين قد أدهشهم الفتح وقنعوا بالبقاء في مناصب الحكومة. وكانت الدولة العثمانية شديدة ولها هيبة.
فلما ذهبت هيبتها بتوالي الزمن - كما تقدم - اشتدت سواعدهم، وصاروا يحتقرون ولاتها، ولا سيما بعد أن وقع الخلاف بين الباشوات والجند وتداخلوا، وجعل النفوذ يتحول إليهم رويدا رويدا على مقتضى الأحوال حتى صار منصب شيخ البلد أهم المناصب وصاحبه أعظم الأمراء، وإليه يرجع الحل والعقد. فلنعد إلى سياق التاريخ. (2) سلطنة أحمد بن محمد
من سنة 1115-1143 أو من 1703-1730م
অজানা পৃষ্ঠা