لان اشتقاق الفقر من ارض قفراء - على القلب - (1) لانبات فيها أصلا.
162 - 2 ولما كان نسبة الفاعلية إلى الروح أقوى، لشدة ارتباطه باحكام الوجوب، ونسبة الانفعال إلى النفس الحيوانية أشد لقوة ارتباطها بالحضرة الامكانية، وقد شاهد كل منهما من السر تعلق ظهور كماله الخصيص (2) بالآخر (3)، فحن الروح إلى النفس حنين الزوج الراضي إلى زوجته الموافقة وبالعكس، فامتزجا بكل ما يتضمن كل منهما من اثار الوحدة الاعتدالية امتزاجا بطور اخر، فتولد بحكم اجتماعهما من مشيمة جمعية النفس ولد قلب حقيقي جامع بين جميع احكامها واحكام السر - ظهور ولد بار بوالديه - وصار هذا القلب الجامع التقى، النقي عن احكام الانحرافات، مرآة ومجلى للتجلي الوحداني الصفاتي، فيشمل هذا التجلي جميع قواه الظاهرة، فانشق رابع ابطن سمعه وبصره ونطقه، وحينئذ يكون السائر متخطيا جميع المراتب الكونية وداخلا في مبدأ الحضرات الحقية المسمى بمقام الاحسان (4) وبانت له حقيقة كنت سمعه - إلى اخره.
163 - 2 ثم نقول: فعند ذلك ترقيه المحبة الإلهية من مرتبة اسم إلى مرتبة اسم اخر أعلى منه حيطة وكلية وتسير به في وادى وصف واثر من علم وحكمة وبصيرة (5) قلبية سرية - لا عقلية أو روحية - ووادي فراسة تفرس فيها المغيبات الشاردة عن الافهام سره (6) بديهة - لا نظرا واستدلالا - ثم في وادى الالهام عند رجوع سره إلى حكم المظهر وحجابيته، والالهام علم رباني وارد على القلب، منصبغ بحكم الحال الغالب حالتئذ، ثم في
পৃষ্ঠা ৬৫