احكام وجوب وجوده. ثم امرهم ان ينبهوا جميع الناس على هذا الطرز وما يتضمنه هذا القسم ويدعوا إلى ربهم ويعرفوا بالطريق الموصل بالحكمة والموعظة الحسنة. ثم أيدهم بالمعجزات والنصرة التي يتضمنها احكام نفوسهم الماضية وسيوفهم الباترة (1)، فامتثلوا وأعربوا عن بعض ما شاهدوا، لكن بلسان التشويق والايماء، الجامع بين الكتم والإفشاء - وفاء لحقوق الحكمة (2) - 38 - 2 فاختلف استعداد المخاطبين في تلقى ما أتت به الرسل ثم الكمل من الأولياء، فمن الناس من قبل مطلقا - عرف أو لم يعرف - وهم كافة أهل الاسلام، ومنهم من أنكر مطلقا، وهم أهل الكفر، ويقرب منهم أهل الطغيان، وان كانوا من وجه مستيقنين، ومنهم من آمن ببعض وكفر ببعض، ومنهم المتوقف الحائر بين الاقدام للمعجزات والاحجام - لعجزه عن التوفيق بين عقله القاصر وشرعه - فهذه أربع طوائف.
39 - 2 ثم إن الطائفة الأولى أقسام:
40 - 2 قسم وقف مع الظاهر ولم يتعد ولم يتأول وعزل عقله مطلقا ولم يتشوق لان يعرف، وهم الظاهرية المقتصرون على صورة العبارات.
41 - 2 وقسم آمن بما ورد مطلقا، فما ساعده نظره ادراكه، والا فآمن به على مراد الله والكمل من سفرائه - دون الجمود على الظاهر - بل أثبت صفات الكمال، منزها ربه عما لا يليق بجلاله، لكن على نحو ما يعلم سبحانه نفسه، لا من حيث ما يتصوره أمثاله، بل قال:
رب أمر (3) يكون بالنسبة إلى ادراك صفة (4) كمال يليق بجلاله، ويكون بالنسبة إلى علمه (5)
পৃষ্ঠা ৩১