الخيام وبعدد الأوتاد التي تشدها (أنطر رسم مختلف أشكال هذه الخيام آخر الكتاب) (٢).
تحاط الخيمة بحجارة توضع عليها الأواني والذخائر اليومية، ويخصص جزء منها للمطبخ، وفيه توجد الطناجر والقدور وهي من الطين ولكن الصحون والملاعق خشبية وكذلك الأوعية التي تحفظ السمن والعسل الذي يودع في الأجلاف. وفي المطبخ أيضا تربى الدواجن. ويستعمل الجزء الآخر من الخيمة لاستقبال الضيوف وللاجتماعات الودية. ومن داخل الخيمة كنت أسمع حركة وخوار العجول والبقر وكذلك غثاء الخرفان، والنساء هن اللاتي يحلبن الماشية ويعتنين بصغارها، كما أنهن راعيات، بينما تقوم الكلاب بحراسة القطعان، وعندما يقترب الأسد تحس الكلاب بذلك فتنبح ويكون نباحها هذا بمثابة تنبيه وإنذار، فيستيقظ الأهالي ويطرد الأسد بواسطة التهديد فقط، ومن خاف منه وقع ضحية. أما الخيل والبغال فانها تربط أمام الخيمة مدة ثلاثة فصول، وفي الشتاء، عندما يكثر البرد والجليد توضع على ظهورها أغطية من الصوف.
هؤلاء السكان يحبون الخيل حبا جنونيا. ولا يفكرون إلا في مضاعفة أعدادما، وهم يفرفون بين أنواعها ويحفظونها بعناية. وتستعمل السلالات الوضيعة للحصول على البغال، وهناك سلالات تخصص للحرث، ولكن أحسن الأنواع، أي الجياد، فإنها للسباق وللحرب ولا تباع إلا نادرا، وفي هذه المناطق يسمى تجمع عدد من الخيام (دوارا).
_________
(٢) لم يرد هذا الرسم في الترجمة الفرنسية، ولعل هذه العبارة دليل على أن الأصل العربي قد ضاع.
1 / 34