فقلت بغضب: أعني أنك وغد. - أستاذ!
فبصقت في وجهه وأنا أصرخ: على وجهك، ووجه كل وغد، وكل خائن.
وسرعان ما اشتبكنا في عراك عنيف. بيد أن المدام اقتحمت الحجرة قبل أن يستفحل الضرب.
دخلت بيننا وهي تقول: من فضلكم. لقد ضقت بذلك كله. سووا خلافاتكم في الخارج لا في بيتي.
وذهبت به خارج الحجرة. •••
مظلم الرأس، مثقل القلب. مشتت الفكر، هكذا ذهبت إلى دار الإذاعة. ولما دخلت حجرتي رأيت امرأة جالسة أمام مكتبي. امرأة؟! درية! أجل درية دون غيرها. عقدت الدهشة لساني، تسمرت أمامها لحظات، ثم انجابت الظلمات عن رأسي فهتفت: درية!
وابتسمت. يجب أن أبتسم، بل يجب أن أتهلل. وأخذت يدها بين يدي فضغطت عليها بحنو، واجتاحتني عاطفة ثرية بالفرح، اكتسحت القلق والمخاوف التي تنهش قلبي، وقلت: يا لها من مفاجأة! أي سعادة يا درية!
قالت وهي تطالعني بوجه شاحب: كان يمكن أن أنتظر يومين حتى نلتقي ولكنني لم أستطع الانتظار، واتصلت بك تليفونيا فلم أجدك.
وساورني قلق لم أعرف كنهه. جئت بكرسي فجلست قبالتها وأنا أقول: ليكن خيرا ما جاء بك يا درية.
قالت وهي تغض البصر: بلغتني رسالة من فوزي عن طريق صحفي صديق.
অজানা পৃষ্ঠা