فقلت ببساطة: إنها لا تحبه يا مدام. - قلبها سائر في طريق خاطئ.
وغمزت بعينها. وقلت لنفسي الويل له إذا غدر بها، وتملكتني بغتة فكرة غريبة، أو رغبة منحرفة، وهي أن يغدر بها لأنزل به العقاب الذي يستحقه!
ومالت نحوي هامسة: انصحها من فضلك، ستعمل برأيك .. إنها تحبك.
وأثارني فعل الحب فبذلت أقصى جهدي لكي أكظم غضبي. ••• - إنها من أصل طيب، شبه أرستقراطي، ولكنها لم تعد قديسة، للعمل ظروفه القهرية كما تعلم، ولولاي لأخليت شقتها وصودرت أموالها. •••
الريح تسفع النوافذ بوابل المطر. هدير الأمواج يقتحم أعماقي. لم أشعر بدخول زهرة حتى وضعت قدح الشاي على الترابيزة أمامي. رحبت بها لتنتشلني من أفكاري السوداء. تبادلنا ابتسامة. قدمت لها قطعة البسكوت. وقلت ضاحكا: ها هو ثاني عريس ترفضينه.
رمقتني بحذر فواصلت قائلا: أتريدين رأيي يا زهرة؟ إني أفضل محمود على سرحان.
فقطبت قائلة: لأنك لا تعرفه. - وهل عرفت الآخر كما يجب؟
فقالت بحدة: لا أحد يصدق أنني كفء له! - قولي ذلك لغير أصدقائك. - إنه لا يفرق بين المرأة وبين الحذاء!
وضحكت فقصت علي نادرة من تصرفاته وآرائه. فقلت: إنك تستطيعين أن تردي له التحية بأحسن منها.
ولكنها تحب سرحان وستظل تحبه حتى يتزوج بها أو يغدر بها. وقلت: زهرة .. إني أحترم رأيك وفعلك، بودي أن أهنئك في القريب. •••
অজানা পৃষ্ঠা