صاحب الفندق :
آه بنيتي، كيف تظنين بي هذا الظن؟ لا يعيب صاحب الفندق عيب أكثر من الفضول. لم يطل وقوفي هنا حتى انشق باب الآنسة الكريمة واندفع الرائد خارجا منه والآنسة وراءه. كانا الاثنان في ثورة ينظران نظرات غريبة ويتصرفان تصرفات غريبة، على قدر ما أمكنني أن أرى، ثم أمسكت به الآنسة، فتخلص منها، فعادت إلى الإمساك به، «تلهايم». «يا آنسة، دعيني». «إلى أين؟» وهكذا جرها إلى السلم جرا، حتى خشيت أن تهوي من الجر على السلم، وأخيرا أفلت منها. وبقيت الآنسة واقفة على الدرجة العليا تتابعه بنظرها وتناديه وتعقد يديها. وفجأة التفتت وجرت إلى النافذة ثم عادت من النافذة إلى السلم ثم إلى القاعة، وظلت هكذا تروح وتجيء. كنت أقف هنا ومرت بي ثلاث مرات، دون أن تراني. وأخيرا بدا عليها كما لو كانت لمحتني، لكن الله سلم. أعتقد أنها ظنت أنني أنت، يا بنيتي؛ لأنها صاحت في «فرنتسيسكا»، وثبتت عينيها علي سائلة: «هل أنت سعيدة الآن؟» ثم نظرت إلى السقف جامدة وعادت تسأل: «هل أنا سعيدة الآن؟» ثم مسحت دموعها مما فيها وابتسمت وعادت تسأل: «فرنتسيسكا، هل أنا سعيدة الآن؟» الحقيقة أنني لم أعرف في أي حال كنت، ثم جرت إلى الباب وما لبثت أن عادت ثانية إلي وقالت: «تعالي يا فرنتسيسكا. من يحزنك هكذا الآن؟» ودخلت.
فرنتسيسكا :
أوه، لقد حلمت هذا كله.
صاحب الفندق :
حلمت؟ لا، يا بنيتي الجميلة. لا يحلم الإنسان أشياء معقدة كهذه. هيه، إنني مستعد لدفع أي شيء، رغم أنني لست فضوليا، ولكني مستعد لدفع أي شيء، إذا أمكنني الحصول على المفتاح.
فرنتسيسكا :
المفتاح؟ مفتاح بابنا؟ إنه في الباب من الداخل؛ فقد أدخلناه بالليل لأننا نخاف.
صاحب الفندق :
لا، ليس هذا المفتاح. أعني، يا بنيتي الجميلة، المفتاح؛ أي تفسير ما حدث؛ أي المعنى الحقيقي لما رأيت.
অজানা পৃষ্ঠা