132
وقد ذهب اليهود والنصارى إلى أن المراد بالملوك الاثني عشر أولاد إسماعيل الاثني عشر وهو باطل؛ لأنهم لم يتملكوا، ولم يدعوا الملكية. ولكن هذا مطابق لما في الصحيحين وغيرهما من حديث جابر بن سمرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش» . ولا ريب أن بني إسماعيل إنما صاروا أمة عظيمة بحيث ارتفع شأنهم بين الأمم، وظهرت فيهم الفضائل التي هي ثمرة البركة الموعودة من الله -تعالى- لإبراهيم، إنما حصل ذلك ببعثة محمد ﷺ. وأيضا فلو كان كما يدعي اليهود والنصارى -لعنهم الله- من أن العرب تابعوا متقولا على الله كاذبا عليه، وحاربوا أولياء الله وأتباع رسله، وانتهكوا حرماتهم هذه القرون المتطاولة، لكان ذلك مناقضا

1 / 271