وليس له أن يضيع الدينونة بالسؤال، والالتماس للمعبرين لها بمبلغ قدرته؛ فإذا بلغ إلى علم ذلك على هذه الدينونة، وعلى هذه الشريطة - نظر فيما أدي منها؛ فإن كان قد أداها على وجهها - فقد سلم من الإثم، وأدي الفرض ولا بدل عليه، وإن كان قد أداها على غير وجهها في جهله ذلك - كان عليه تأديتها على وجهها.
وهو سالم من الإثم مع اعتقاد السؤال، وعدم المعبرين، وحلول الآفات، أو العاهات التي ذكرنا [أنها] المانعة له عن الخروج في التماس ذلك؛ حتى يؤديه على ما يلزمه.
وإن لزمه ذلك؛ فلم يدن بالسؤال عما يلزمه في ذلك، و [كذا] لو علم بلزومه ولم يعلم بتفسير ما يلزمه في تأديته فلم يدن بالسؤال عما يلزمه في ذلك.
ولو عدم المعبرين له في حضرته - فهو هالك يترك الدينونة بالسؤال هما لزمه من ذلك متي قدر على ذلك، والقدرة على ذلك [هي] ما قد وصفت لك من بلوغه إلى ذلك، والله أعلم، وبه التوفيق.
***
القول الرابع العاشر
في معلم الصبيان، وما يجوز له فيهم، ومنهم
قال ابن عباس: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: "المعلمون(1) خير الناس": كلما حلق القرآن جددوه، أعطوهم، وال تستأجروهم، فتخرجوهم فإن المعلم إذا قال للصبي: بسم الله الرحمن الرحيم- كتب الله براءة للصبي، ولأبويه، وبراءة للمعلم.
পৃষ্ঠা ১৩৪