126

মিনহাজ কাসিদিন

জনগুলি

============================================================

( منهاج القاصدين وشفيد الصادهين بيان أسباب هذه المعاني الستة أما حضور القلب، فسببه الهمة؛ لأن القلب تابع للهمم(1) لا يحضر إلا فيما أهم، ومتى أهمك أمر حضر قلبك شاء أم أبى، فلا علاج لإحضار القلب إلا صرف الهمة إلى الصلاة، ولا تنصرف الهمة إليها ما لم يحصل الإيمان بالآخرة، وإن الصلاة وسيلة إليها، فإذا ضم إلى ذلك احتقار الدنيا زاد خضور القلب. ومتى رأيت قلبك لا يحضر في الصلاة، فاعلم أنه لا سبب لذلك إلا ضعف الإيمان فاجتهد في تقويته.

وأما التفهم، فسببه صرف الذهن إلى إدراك المعنى، وعلاجه علاج إحضار القلب مع الإقبال على الفكر، والتشمير لدفع الخواطر الشاغلة بقطع موادها، ومتى لم تقطع المواد لم تنصرف الخواطر عنها.

وأما التعظيم، فهو حالة للقلب تتحصل من شيئين، أحدهما: معرفة جلال الله وعظمته، والثانية: معرفة حقارة النفس وآنها مستعبدة، فيتولد من المعرفتين الاستكانة والخشوع، فيحصل التعظيم.

وأما الهيبة والخوف، فحالة للنفس تتحصل من المعرفة بقدرة الله وسطوته، وأنه لو أهلك الخلق لم ينقص من ملكه ذرة، مع مطالعة ما قد جرى على الأنبياء والأولياء من المصائب وأنواع البلاء مع القدرة على الدفع عنهم، فكلما زاد العلم بالله زادت الهيبة، وستأتي أسباب ذلك في كتاب الخوف من ربع المنجيات إن وأما الرجاء، فسببه معرفة لطف الله وكرمه وإنعامه، وتصديق وعده، فإذا حصلت المعرفة بلطفه واليقين بوعده انبعث الرجاء: وأما الحياء، فاستشعار التقصير في العبادة، والعلم بالعجز عن القيام بتعظيم حق الله تعالى، ويقوى ذلك بمعرفة عيوب النفس وآفاتها، وميلها إلى العاجل: (1) في الأصل "الهمة".

পৃষ্ঠা ১২৬