============================================================
والمعنى : أن العظمة والكبرياء من الصفات التي تختص بي، ولا تنبغي لأحد غيري ، كما أن رداء الإنسان وإزاره يختصى به ، لا يشارك فيه .
وإن خصلة تفوتك معرفة الحق، وفهم معاني آيات الله تعالى وأحكامه الذي هو أصل الأمر كله، ثم تثمر لك المقت من الله سبحانه وتعالى ، والخزي في الذنيا ، والنار في الآخرة .. لا يسع العاقل أن يغفل عن نفسه فيها ، فلا يصلحها بإزالتها؛ بالحذر والتحوز والاستعاذة بالله تعالى من ذلك ، وهو وليك العصمة والتوفيق بمنه وكرمه.
فهذا بعض ما حضرنا في هذذه الخصال الأربع من الافات، وحسب العاقل واحدة منها فضلا عن الكل إذا أهمه أمر قلبه ، وحامى عن أمر دينه ، والله الموفق للصواب فإن قلت : فإذا كان الأمر بهلذه المنزلة من آفات هذه الخصال، ولزم التحفظ منها.. فلا بد من معرفة حقيقتها وحدها، فبين لنا ذلك لنعرف كيف الطريق إلى التحفظ عنها.
فاعلم : أن في كل واحدة منها كلاما كثيرا ، وقد أشبعنا القول فيه في كتابي "الإحياء" و" الأسرار"(1)، ونحن نذكر هلهنا ما لا بد من ذكره، ولا يقع الغنى عنه ، فنقول وبالله التوفيق: أما الأمل : فإن اكثر علمائنا رحمهم الله تعالى قالوا : إنه إرادة الحياة للوقت المتراخي بالحكم، وقصر الأمل : ترك الحكم فيه؛ بأن تقئده بالاستثناء بمشيئة الله تعالى وعلمه في الذكر، أو بشرط الصلاح في الإرادة، فإذن إن ذكرت حياتك بأني أعيش بعد نفسي ثان أو ساعة ثانية أو يوم ثان بالحكم والقطع.. فأنت آمل، وذلك منك معصية؛ إذ هو حكم على الغيب ، فإن قيدته بالمشيئة والعلم من الله فتقول : أعيش إن شاء الله تعالى ، أو إن علم الله أني أعيش.. فقد خرجت عن حكم الأمل، وكذلك إن أردت حياتك للوقت الثاني
পৃষ্ঠা ১২৪