============================================================
يطعمني في كل ثلاثة أيام ، فدخلت البادية، فمضت علي ثلاثة أيام ما طعمت فيها، فلما كان في اليوم الرابع.. وجدت ضعفا، فجلست مكاني، فإذا بهاتف يقول : يا أبا سعيد؛ أيما أحث إليك : سبت أو قوى؟ فقلت : لا، الا القوى، فقمت من وقتي وقد أستقللت، فأقمت اثني عشر يوما ما طعمت ولا وجدت ألمآلذلك .
فإذا رأى العبذ احتباس الأسباب عنه ، وعلم من نفسه التوكل على آلله..
فليستيقن بأن الله تعالى يمده بالقوة ، فلا يضجرن لذلك ، بل حقه أن يشكر الله تعالى على ذلك شكرا كثيرا؛ فإن له المنة والصنع اللطيف ؛ إذ رفع عنه المؤونة، وأعطاه المعونة، وحصل له الأصل والمقصوذ، ودفع عنه الثقل والواسطة، وخرق له علائق العادة، وأراه طريق القدرة؛ أن شبه حاله بحال الملائكة ، ورفعه عن حالة البهائم والعامة في تلك الكرامة ، فتأمل هذذا الأصل الكبير تغنم الربح العظيم إن شاء الله تعالى : قلث : لعلك تقول : إنك أطنبت في هلذا الفصل خلاف شرط الكتاب .
فأقول : لعمر الله ؛ إنه لقليل في جنب ما يحتاج إليه في هذذا المعنى؛ إذ هو أهم شأنا في العبادة ، بل عليه مدار أمر الدنيا والعبودية، فمن له همة في هلذا الشأن. فليستمسك بذلك وليرعه حقه، وإلا.. فهو عن المقصود بمعزل.
والذي يدلك على بصيرة علماء الآخرة العارفين بالله : أنهم بنوا أمرهم على التويل على الله، والتفروغ لعبادة الله، وقطع العلائق كلها، فكم صنفوا من كتاب ، وكم أوصوا من وصية، وقيض الله سبحانه لهم أعوانا من السادة وأصحابا، فتمشىل لهم من الخير المحض ما لم يتمش لطائفة من طوائف الأئمة الزهاد الكرامية؛ فإنهم بنوا مذهبهم على أصول غير مستقيمة، وما زلنا أعزة ما دمنا على منهاج أيعتنا، يخرج من معابدنا ومدارسنا كل حين : إما إمام في العلم، كالأستاذ أبي إسحاق، وأبي حامد ، وأبي الطيب الطبري، وابن فورك، وشيخنا الامام، وأمثالهم من السادة، وإما صديق في العبادة، كأبي اسحاق الشيرازي، وأبي سعيد الصوفي ، ونصر المقدسي ، وغيرهم ممن فاق 187
পৃষ্ঠা ১৮৭