============================================================
الشمس طالعة)، وحديث أحمد والترمذي والبيهقي وابن حبان: عن آبي هريرة رضي الله تعالى عنه : (ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأن الشمس تجري في وجهه)(1) وحديث مسلم من حديث جابر بن سمرة وقال له قائل: كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف، فقال : (لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا)(2) بين بذلك الرد على من شبهه بالسيف في الطول، وأنه جمع بين صفة الشمس من الإشراق والإضاءة، وصفة القمر من الحسن والملاحة، وفي حديث علي عند الترمذي والبيهقي (لم يكن بالمطهم - أي : كمعظم: السمين الفاحش السمن - ولا بالمكلثم - أي : المدور الوجه - كان في وجهه تدوير)(2) أي: قليل، مع سهولة خديه، وهو أحلى ما يكون عند العرب.
وعلم مما تقرر: أنهم لم يقصدوا بالتشبيه بالشمس والقمر إلا ما ذكر لا مطلقا، [من الوافر] فاندفع ما توهم من عيب التشبيه بهما أخذا من قول أبي نواس: تتيه الشنس والقمر المنير إذا قلنا كانهما الأميز لأن الشمس تغرب حين تمسي وأن البذر ينقصه المسير(4 نعم؛ قول ابن أبي هالة : (يتلألا وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر)(5).. ربما يفوق التشبيه بالشمس من حيث إن القمر حينئذ يملأ نوره الأرض أحوج ما كانت إليه، ويؤنس كل من شاهده، فهو مجمع النور من غير آذى، ويتمكن الناس من مشاهدته، بخلاف الشمس، فإنها تغشي البصر وتمنع من تمكن الرؤية إليها. ولك أن تقول : لا يفوقه ؛ لما علم مما قدمته : أن وجه الشبه مراعى، وحييذ فالتشبيه بالشمس مع رعاية وجه الشبه بها أبلغ منه بالقمر ، قال تعالى : { هو الزى جعل الشمس ضياه والقمر نورا}، وشتان ما بينهما.
(1) مسند أحمد (380/2)، والترمذي (3648)، دلائل النبوة (208/1)، ابن حبان (1309 (2) مسلم (2344) (3) الترمذي (3638)، شعب الايمان (1415) (4) ديوان أبي نواس (ص 422).
(5) أخرجه البيهقي في الشعب 2(1430)، والطبراني في * الكبير" (155/22).
11
পৃষ্ঠা ৪৬